ناصر بوريطة يلتقي سيرغي لافروف لبحث آفاق التعاون المتقدم

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، لقاء مهما مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة موسكو، حيث تناول الطرفان سبل تطوير العلاقات الثنائية بين المغرب وروسيا وتعزيز الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين منذ توقيعها من قبل الملك محمد السادس والرئيس فلاديمير بوتين.

وقد أشاد الوزيران بالقوة والزخم الذي أضفاه قادة البلدين على هذه الشراكة، مؤكدين أن الرؤية المشتركة بين المغرب وروسيا ساهمت في توجيه العلاقات نحو آفاق أوسع، بما يعكس الاهتمام المشترك بالارتقاء بها إلى مستويات استراتيجية متقدمة. كما أعربا عن ارتياحهما للمستوى الجيد لمباحثاتهما وللدينامية الإيجابية التي تميز التعاون والحوار بين الرباط وموسكو، مشددين على أهمية استمرار هذا النهج لتعزيز الثقة المتبادلة.

وشهد اللقاء بحثا معمقا للطرق الكفيلة بتطوير العلاقات الثنائية، مستفيدين من المؤهلات المتنوعة التي يتمتع بها البلدان في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية، إلى جانب استثمار الصداقة التاريخية التي ربطت بين المغرب وروسيا، والتي شكلت أساسا متينا لتعاون مثمر ومستدام على مدار السنوات الماضية.

وفي إطار تعزيز التعاون الرسمي، وقع الوزيران مذكرة تفاهم تهدف إلى إحداث لجنة عمل مشتركة بين وزارتي الشؤون الخارجية في البلدين، لتكون بمثابة آلية رسمية لرصد حصيلة الشراكة ووضع مقترحات عملية لتحديد محاور جديدة للتعاون ذات قيمة مضافة عالية، بما يسهم في تعميق العلاقات الثنائية ووضع استراتيجية مستقبلية واضحة.

كما اتفق الطرفان على إرساء حوار سياسي منتظم، مع ضمان متابعة مشتركة للاتفاقيات المبرمة، وذلك بهدف منح الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وروسيا زخما جديدا وتوسيع آفاق التعاون بما يتماشى مع الطموحات المشتركة للبلدين. إضافة إلى ذلك، تناول اللقاء أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لا سيما الوضع في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، إضافة إلى التطورات في الشرق الأوسط، مع التشديد على ضرورة التنسيق المستمر والمثمر بين الطرفين في هذه الملفات.

وتندرج هذه المباحثات ضمن إطار الحوار المستمر والاتصالات المنتظمة بين الوزيرين سواء في المغرب أو روسيا، أو على هامش المناسبات الدولية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث شكلت هذه اللقاءات منصة لتبادل الرؤى وتنسيق الجهود بما يعزز مصالح البلدين على المستوى الإقليمي والدولي.

وعلاوة على ذلك، سيترأس وزير الخارجية المغربي خلال زيارته لموسكو، وبشكل مشترك مع نائب رئيس الوزراء الروسي دميتري باتروشيف، أشغال الدورة الثامنة للجنة المشتركة للتعاون بين البلدين، وذلك لتعميق أطر التنسيق وإرساء أسس جديدة للعمل المشترك بما يضمن استمرار الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وروسيا في مسارها التصاعدي