تناول القهوة يوميا قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالسكري وتحسين مقاومة الإنسولين

تناول القهوة يوميا قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بالسكري وتحسين مقاومة الإنسولين
يُقبل الملايين حول العالم على شرب القهوة بشكل يومي، إذ أصبحت جزء لا يتجزأ من روتين الصباح لدى فئات واسعة من الناس. وفي خضم هذا الانتشار الواسع، كثرت الدراسات والأبحاث العلمية التي حاولت تحليل تأثير هذا المشروب الشائع على صحة الإنسان، فبعضها أكد وجود فوائد صحية متعددة للقهوة، بينما حذّر بعضها الآخر من الإفراط في استهلاكها.
وفي السنوات الأخيرة، بدأ بعض العلماء يركزون على العلاقة المحتملة بين استهلاك القهوة وتنظيم مستويات السكر في الدم، خاصة عند الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني. فقد أظهرت بيانات علمية حديثة أن كل كوب إضافي من القهوة اليومية يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بهذا المرض المزمن بنسبة تصل إلى 6 في المائة، سواء كانت القهوة تحتوي على الكافيين أم لا، وهو ما دفع الباحثين إلى طرح تساؤلات حول مكونات أخرى قد تكون وراء هذا الأثر الصحي.
من ناحية أخرى، فإن العلماء لم يتمكنوا بعد من تحديد الآليات الدقيقة التي تفسر هذا التأثير الإيجابي للقهوة، إلا أن التركيز بدأ يتجه نحو مركبات البوليفينولات الطبيعية الموجودة بوفرة في القهوة. وتُعرف هذه المركبات بقدرتها الكبيرة على تحسين حساسية الجسم للإنسولين، وهو ما يجعلها مرشحًا محتملًا للعب دور وقائي ضد اضطرابات التمثيل الغذائي، خصوصًا تلك المتعلقة بمقاومة الإنسولين وارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم.
وفي إطار هذا الاهتمام العلمي المتزايد، برزت دراسة حديثة من كوريا الجنوبية قدمت أدلة إضافية على دور القهوة في تعزيز توازن السكر في الجسم. فقد أظهرت الدراسة أن تناول كوبين من القهوة يوميًا مرتبط بانخفاض في مستويات الإنسولين الصائم ومؤشر مقاومة الإنسولين بنسبة تصل إلى 23 في المائة، وهي نسبة معتبرة قد تعني تقليص خطر الإصابة بمضاعفات استقلابية لدى الأشخاص الأصحاء والمصابين على حد سواء.
وما يلفت الانتباه في نتائج هذه الدراسة، أن التأثير الإيجابي للقهوة بدا أوضح عند النساء مقارنة بالرجال، خصوصًا اللواتي يحرصن على تناول القهوة بشكل منتظم. إذ أشارت النتائج إلى تحسّن بنسبة 27 في المائة في مقاومة الإنسولين، وانخفاض في الإنسولين الصائم بنسبة 30 في المائة لدى من يتناولن كوبين أو أكثر في اليوم. أما في الحالات التي تصل فيها الكمية إلى ثلاثة أكواب يوميًا، فقد تضاعفت الفوائد لتصل إلى انخفاض بنسبة 34 في المائة في مقاومة الإنسولين و36 في المائة في مستوى الإنسولين الصائم.
من جانب آخر، أوضحت النتائج أن نوع القهوة المستهلكة يلعب دورًا كبيرًا في مدى الفائدة المحققة، حيث تبين أن القهوة السوداء الخالية من الإضافات كالحليب والسكر والكريمة، تؤثر بشكل أقوى في تنظيم مستويات السكر وتحسين مقاومة الإنسولين. وقد ربطت الدراسة استهلاك كوبين من هذا النوع يوميًا بانخفاض بنسبة 36 في المائة في المؤشرين الرئيسيين المرتبطين باضطرابات الأيض.
ويُستنتج من ذلك أن استهلاك القهوة النقية باعتدال وبدون إضافات قد يمثل خطوة فعالة في سبيل تحسين الصحة الأيضية، لا سيما لدى النساء. وتشجع هذه النتائج على النظر للقهوة بوصفها مشروبًا مفيدًا ضمن نظام غذائي متوازن، بشرط أن يُستهلك دون مكونات إضافية قد تعرقل فوائده الطبيعية، مما يفتح آفاقًا جديدة في المجال الوقائي لمكافحة داء السكري من النوع الثاني.