حريق مهول يتسبب في خسائر فادحة بعد اشتعال شاحنة لنقل الإرساليات بين تيزنيت والداخلة

حريق مهول يتسبب في خسائر فادحة بعد اشتعال شاحنة لنقل الإرساليات بين تيزنيت والداخلة
في ساعات الصباح الأولى من يوم الجمعة، عاشت الطريق السريع الرابطة بين مدينتي تيزنيت والداخلة لحظات عصيبة بعدما اندلعت ألسنة نيران قوية في شاحنة مخصصة لنقل الإرساليات، مما أسفر عن خسائر مادية جسيمة وأثار ذعراً واسعاً وسط مستعملي الطريق.
وكانت الشاحنة، التي تعود ملكيتها إلى شركة معروفة في قطاع النقل السريع، تسير في اتجاه مدينة كلميم حينما باغتتها النيران على مستوى منطقة ثلاث أوخنتور، التابعة لجماعة سيدي بوعبدلي بإقليم تيزنيت. وقد حدث الاشتعال بشكل مفاجئ، ما جعل السائق يحاول الخروج بسرعة من الشاحنة قبل أن تشتعل بالكامل.
وعلى الرغم من التدخل السريع لعناصر الوقاية المدنية التي انتقلت إلى موقع الحادث فور توصلها بالإشعار، إلا أن قوة الحريق وصعوبة السيطرة عليه في الدقائق الأولى تسببت في احتراق الشاحنة بكاملها، بما في ذلك محتوياتها. وقد ركزت جهود رجال الإطفاء على تطويق النيران ومنع انتشارها إلى الأماكن المجاورة، خاصة وأن المنطقة معروفة بطبيعتها الجافة ما يزيد من مخاطر امتداد الحرائق.
كما أحدث هذا الحادث المأساوي حالة من الذعر في صفوف السائقين والمواطنين الذين كانوا يعبرون الطريق في تلك اللحظة، إذ إن ألسنة اللهب تصاعدت بشكل كثيف وارتفعت إلى مسافات شاهقة، فيما غطى الدخان الأسود الكثيف المنطقة المحيطة لساعات، ما تسبب في عرقلة حركة المرور وزيادة حالة التوتر في المكان.
وبخصوص الخسائر، فقد أتى الحريق على كل محتويات الشاحنة التي كانت محملة بمجموعة من الإرساليات الموجهة إلى الجنوب المغربي، مما زاد من حجم الأضرار التي خلفها الحادث، دون أن يتم تسجيل أية إصابات بشرية، وهو الأمر الذي يُعزى لتدخل السائق المبكر ومغادرته للشاحنة في الوقت المناسب.
وبموازاة ذلك، باشرت السلطات المختصة فتح تحقيق دقيق لمعرفة ملابسات هذا الحريق المهول، حيث يُعتقد أن طبيعة الحمولة أو بعض الأعطاب التقنية قد تكون من بين الأسباب التي ساهمت في تسارع انتشار ألسنة اللهب. وستعتمد التحقيقات على نتائج المعاينة الميدانية وأقوال شهود العيان لتحديد المسؤوليات وربما اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
ويطرح هذا الحادث من جديد إشكالية تأمين وسائل النقل الثقيلة وتفادي الحوادث المرتبطة بالأعطاب التقنية أو الحمولة الخطيرة، كما يسلط الضوء على أهمية تعزيز شروط السلامة في طرق النقل السريع التي تشهد عبور عدد كبير من الشاحنات المحملة بالبضائع والمواد المتنوعة، مما يستوجب يقظة دائمة وتحديث آليات الوقاية والاستجابة السريعة للحوادث الطارئة.