الفيفا تشيد بالملحمة المغربية وتصف تأهل “أشبال الأطلس” إلى نهائي المونديال بالإنجاز التاريخي

الفيفا تشيد بالملحمة المغربية وتصف تأهل “أشبال الأطلس” إلى نهائي المونديال بالإنجاز التاريخي
في لحظة حافلة بالمجد والفخر، قدم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تهنئته الرسمية للمغرب عقب الإنجاز المذهل الذي حققه المنتخب الوطني لأقل من عشرين سنة، والذي تمكن من بلوغ المباراة النهائية لكأس العالم المقامة في الشيلي، في خطوة وصفت بالتاريخية وغير المسبوقة في سجل الكرة المغربية. هذا التأهل الاستثنائي جاء ليؤكد أن الجيل الجديد من اللاعبين المغاربة يسير بخطى ثابتة نحو العالمية، مجسدا روح المثابرة والطموح التي باتت تميز المنتخبات الوطنية.
وقد جاء هذا التألق بعد مباراة دراماتيكية جمعت “أشبال الأطلس” بالمنتخب الفرنسي، حيث تميزت المواجهة بالإثارة والندية منذ بدايتها إلى آخر لحظة، لتنتهي بالتعادل الإيجابي هدف لمثله بعد شوطين مليئين بالتشويق. ومع لحظات الحسم بركلات الترجيح، أظهر اللاعبون المغاربة رباطة جأش كبيرة وشجاعة استثنائية، ليخرجوا منتصرين بنتيجة 5-4 وسط فرحة عارمة عمت أرجاء الملعب والجماهير المغربية في كل أنحاء العالم.
صفحة “فيفا” الرسمية الخاصة بكأس العالم لم تفوت الفرصة لتوثيق هذا الحدث الكبير، إذ نشرت صور الاحتفالات البهيجة للاعبين والجهاز التقني، وأرفقتها بتعليقات مؤثرة حملت الكثير من الفخر والانبهار. ومن بين أبرز العبارات التي تفاعل معها المتابعون بشكل واسع قولها: “للتاريخ… المغرب في نهائي كأس العالم لأقل من 20 سنة للمرة الأولى، إلى النهائي! ديما مغرب 🇲🇦”. كلمات تختزل حجم الإنجاز الذي لم يعد مجرد فوز رياضي، بل رمز لتطور كرة القدم المغربية وإصرارها على بلوغ القمة.
هذا الإنجاز الاستثنائي أعاد رسم صورة المغرب كقوة صاعدة في كرة القدم العالمية، وكرس نجاح السياسات الرياضية التي تعنى بتكوين المواهب الشابة داخل مراكز التكوين الوطنية، التي أثمرت جيلا جديدا يمتلك مهارة عالية وروحا قتالية متفردة. كما شكل هذا الانتصار فرصة لتأكيد أن العمل القاعدي والاستثمار في الطاقات الشابة هو السبيل الأمثل لصناعة المجد الرياضي.
الجماهير المغربية تفاعلت مع هذا الحدث التاريخي بمشاعر لا توصف، حيث غمرت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الفخر والاعتزاز، وامتلأت الصفحات بالتهاني والتشجيعات التي عبرت عن وحدة الشارع المغربي خلف منتخبه الواعد. فالمغاربة، في الداخل والخارج، رأوا في هذا الإنجاز مصدر إلهام ودليلا على أن الإصرار والعزيمة قادران على كسر الحواجز وتحقيق المستحيل.
إن تأهل “أشبال الأطلس” إلى نهائي المونديال لم يكن مجرد انتصار كروي، بل لحظة رمزية تحمل دلالات عميقة عن نهوض جيل جديد يكتب تاريخ الكرة المغربية بحروف من ذهب. وبفضل هذا الإنجاز، أثبت المغرب أنه أصبح رقما صعبا في الساحة الدولية، وأن طموحه المشروع في بلوغ القمة لم يعد حلما بعيد المنال، بل واقعا يترسخ بجهد أبنائه وإيمانهم بقدراتهم.