سياسة

المغرب يبدأ تطبيق سيطرته على المجال الجوي للصحراء المغربية في خطوة استراتيجية جديدة

المغرب يبدأ تطبيق سيطرته على المجال الجوي للصحراء المغربية في خطوة استراتيجية جديدة

تشير التقارير الإعلامية الإسبانية إلى أن المغرب قد بدأ فعلاً في السيطرة على جزء كبير من المجال الجوي للصحراء المغربية، حيث يدير ما بين 15 إلى 20% من هذه المساحة. تم ذلك من خلال اتخاذ “إجراءات أحادية الجانب” كما جاء في تقرير صادر عن مؤسسة ENAIRE الإسبانية، والتي كانت تُعرف سابقاً بالمطارات الإسبانية والملاحة الجوية AENA. هذه الخطوة تتيح للمغرب تعزيز سيطرته على الأجواء في المنطقة، ويظهر بشكل جلي تنامي تأثيره على هذا القطاع الحيوي.

وقد أكدت الهيئة الإسبانية في تقريرها أن المغرب قد أوجد أربع مناطق حظر جوي في الصحراء المغربية، وقام بتفعيل هذه المناطق أو إلغائها بشكل منفرد ودون التنسيق مع السلطات الإسبانية، خاصة مع مركز مراقبة حركة الطيران في جزر الكناري. هذه الإجراءات تعكس تصميم المغرب على فرض سيطرته الكاملة على المجال الجوي للأقاليم الجنوبية، رغم اعتراض بعض الأطراف الدولية.

وفي سياق متصل، أفادت صحيفة “El Independiente” الإسبانية أن المغرب قد أقر إنشاء هذه المناطق لأغراض تدريبية عسكرية، وهو ما سمح له بتوسيع نطاق سيطرته في المنطقة. هذه الخطوات تؤكد تصميم المغرب على تعزيز وجوده في هذه المنطقة الاستراتيجية، التي تشكل جزءاً أساسياً من الصحراء المغربية.

في المقابل، نقلت تقارير إعلامية أخرى أن الحكومة الإسبانية تفكر في نقل إدارة المجال الجوي للصحراء من شركة “إينير” والتي تشرف على حركة الطيران من مركز المراقبة في جزر الكناري، إلى السلطات المغربية. تجدر الإشارة إلى أن الإعلان المشترك بين المغرب وإسبانيا في السابع من أبريل 2022 قد نص على بدء محادثات حول هذا الموضوع، مما يبرز تطور العلاقات الثنائية بين البلدين في الآونة الأخيرة. وهو ما يعكس التغيرات الجيوسياسية في المنطقة، خصوصاً بعد تأكيد إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية.

أما من جانب آخر، فقد أثار إعلان وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، عن بداية الاتصالات غير الرسمية مع الرباط بشأن إدارة المجال الجوي للصحراء، غضب جبهة البوليساريو الانفصالية. وقد جاء هذا الغضب على لسان عدد من قياديي الجبهة، مثل عبد الله العرابي وأبي بشرايا البشير، اللذين هددوا باللجوء إلى القضاء الأوروبي والدولي في حال استمرت الحكومة الإسبانية في خطواتها بهذا الاتجاه.

إجمالاً، يبدو أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق سيطرة كاملة على المجال الجوي للصحراء المغربية، وهو ما يشكل خطوة جديدة نحو تعزيز سيادته على الأقاليم الجنوبية، في وقت تتزايد فيه التوترات الدبلوماسية والإقليمية حول هذا الموضوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى