المغرب يرسخ موقعه الدولي والبوليساريو تواجه العزلة بعد الزخم الدبلوماسي العالمي

المغرب يرسخ موقعه الدولي والبوليساريو تواجه العزلة بعد الزخم الدبلوماسي العالمي
اعتبر الباحث الفرنسي إيمانويل دوبوي، المدير العام للمعهد الأوروبي للاستشراف والأمن، أن الاعتراف الدولي المتزايد بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية يشكل نقطة تحول محورية في مسار النزاع المفتعل حول الصحراء. وأوضح أن هذه التطورات تعزز مكانة مبادرة الحكم الذاتي كحل عملي وواقعي قادر على إنهاء الأزمة التي طال أمدها لعقود، مؤكدا أن الحلول البديلة لم تعد مطروحة على الطاولة بعد الزخم الدولي الكبير المؤيد للمغرب.
وفي تصريحاته لوسائل الإعلام الفرنسية، شدد دوبوي على أن الولايات المتحدة قد تضع جبهة البوليساريو على قائمة التنظيمات الإرهابية، وهو ما سيقضي عمليا على أي إمكانية لإجراء حوار قانوني أو سياسي معها. وأضاف أن الدعم الدولي للمغرب تجاوز محاولات الجزائر التأثير على مواقف القوى الكبرى، بما في ذلك الصين، ما يعكس تراجع قدرة الأطراف المعارضة على فرض أي ضغط مؤثر.
وبالحديث عن موقف الجزائر، أشار دوبوي إلى أن القيادة الجزائرية فقدت أوراقها الدبلوماسية ولم تعد تمتلك الوسائل الكافية لتعطيل المسار السياسي الحالي، بعد أن اعترفت أكثر من 110 دولة بسيادة المغرب على صحرائه. ودعا الجزائر إلى إعادة النظر في استراتيجيتها الخارجية، مع التركيز على بناء شراكات إقليمية فعالة بدل الاستمرار في دعم صراعات غير مثمرة.
وأكد الخبير الفرنسي أن المغرب أصبح يمتلك موقعا قويا على الصعيدين الدبلوماسي والتنموي والأمني، بينما تواجه البوليساريو مسارا تصاعديا نحو العزلة الكاملة، وفقدان أهم أوراقها كطرف مفاوض. وأضاف أن الزخم الدولي والدعم الواسع لمبادرة الحكم الذاتي يضع المغرب في موقع ريادي يجعل أي محاولات لإحياء الملف من طرف البوليساريو صعبة للغاية.
وشدد دوبوي على أن هذا الوضع يمثل فرصة تاريخية للمغرب لترسيخ استقراره الإقليمي وتعزيز نموه الاقتصادي، مؤكدا أن أي مقاومة أو محاولات للضغط على المملكة من قبل جبهة البوليساريو أصبحت اليوم محدودة للغاية وغير فعالة على الصعيد السياسي. كما اعتبر أن أي تصعيد من قبل الجماعة الانفصالية سيزيد من عزلة قيادتها ويضعها في مواجهة حقيقية مع المجتمع الدولي.
في النهاية، خلص دوبوي إلى أن مستقبل الملف يتجه نحو الحسم النهائي لصالح المغرب، وأن الرهان على مبادرة الحكم الذاتي وتوسيع شبكة التحالفات الدولية هو السبيل الأنجع لتحقيق حل مستدام ينهي سنوات طويلة من التوتر والصراع، ويضع البوليساريو في موقف محدود أمام إرادة المجتمع الدولي الرافض للاستمرار في دعم مشروعها الانفصالي.



