رشيد الوالي يوجه رسالة تقدير هادئة لعبد الإله بنكيران رغم الاختلاف

رشيد الوالي يوجه رسالة تقدير هادئة لعبد الإله بنكيران رغم الاختلاف
في تطور لافت يعكس رصانة في التعاطي مع الخلافات، اختار الفنان المغربي رشيد الوالي الرد بأسلوب رزين وهادئ على التصريحات التي أدلى بها عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، والتي أثارت جدلاً واسعاً. فرغم أن كلام بنكيران حمل في طياته نوعاً من الانتقاد، إلا أن الوالي حرص على الرد بروح عالية من الاحترام والتقدير، وهو ما تجلى بوضوح في التدوينة التي نشرها على صفحته الرسمية بموقع “فايسبوك”، حيث لم يتوان عن التعبير عن حزنه لما صدر، دون أن يغفل عن مكانة بنكيران في المشهد السياسي المغربي.
ومن خلال كلماته الصادقة، أوضح رشيد الوالي أن ما سمعه من بنكيران لم يجرحه لأنه يكنّ له الكره، بل على العكس تماماً، لأنه يعتبره شخصية بارزة لها وزنها في الوطن، مشيراً إلى أن احترامه له لا يزال قائماً رغم الخلاف. وقد شدد الوالي على أن هذه المكانة لا تأتي من فراغ، بل من سجل طويل من العمل السياسي والمسؤوليات الوطنية التي تولاها بنكيران، والتي لا يمكن إنكار تأثيرها في وجدان الشعب المغربي.
ولم يكتف الوالي بمجرد التعبير عن الانزعاج، بل حرص على إبراز القيمة الإنسانية الكامنة خلف كل اختلاف، حيث أشار إلى أن لحظات الغضب قد تسيطر أحياناً على المواقف والتصريحات، لكنها لا تمحو الجوهر الطيب للشخص. كما أضاف أن الغضب حين يعلو صوته، يمكن أن يحجب الحكمة مؤقتاً، إلا أن الكلمة الطيبة تظل قادرة على إعادة جسور التواصل متى ساد التعقل وتراجع التوتر.
كما حملت التدوينة التي كتبها الفنان المغربي نبرةً إنسانية واضحة، حيث دعا من خلالها إلى الاحتفاظ بالقيم النبيلة في الحوار حتى في خضم التباينات، مؤكداً أن الذين حملوا همّ الوطن على أكتافهم يجب أن يظلوا رمزاً للكلمة الطيبة لا للمواجهة. وقد ختم تدوينته برسالة محبة قائلاً: “وراك فالقلب”، وهي عبارة تحمل بين طياتها الكثير من الود والمكانة الرفيعة.
ويُعد هذا الموقف الذي اتخذه رشيد الوالي تعبيراً ناضجاً عن احترام الرأي الآخر، ويبرز كيف يمكن للفنان أن يكون فاعلاً في الحياة العامة بعيداً عن الاصطفاف أو التشنج. فرغم أن موضوع النقاش انطلق من تصريحات قد يعتبرها البعض مستفزة، فإن طريقة الرد عكست حرص الوالي على الحفاظ على أجواء الاحترام، والدعوة إلى تهدئة الأجواء بعيداً عن التراشق والتجريح.
لقد أثبت رشيد الوالي، مرة أخرى، أن الفنان ليس فقط صاحب دور على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، بل يمكن أن يكون صوتاً للحكمة والاعتدال في لحظات التوتر، وهو ما يعطي للمشهد العمومي نكهة أكثر توازناً وإنسانية. وقد لقيت تدوينته تفاعلاً واسعاً من طرف متابعيه، الذين عبروا بدورهم عن إعجابهم بأسلوبه الراقي وتقديرهم لموقفه المتزن.