قصر آيت بن حدو المغربي يتألق بين أشهر القلاع العالمية بجاذبيته التاريخية والمعمارية

قصر آيت بن حدو المغربي يتألق بين أشهر القلاع العالمية بجاذبيته التاريخية والمعمارية
في سياق الاعتراف العالمي بالموروث الثقافي المغربي، برز قصر آيت بن حدو ضمن قائمة لأجمل القلاع في العالم أعدها موقع CNN Travel، حيث احتل المرتبة السابعة بين واحد وعشرين موقعًا تاريخيًا بارزًا. هذا التتويج الدولي لا يعكس فقط روعة البنية المعمارية للقصر، بل يضعه في مصاف أبرز الرموز السياحية التي تحكي قصص الحضارات وتاريخ الشعوب.
ويعد هذا المعلم التاريخي من أبرز النماذج المعمارية التقليدية في المغرب، إذ يتوسط تلة تطل على وادٍ هادئ، ويحتضن داخله مجموعة من الأبنية الطينية المصممة على النمط الأمازيغي، مما يجعله وجهة فريدة تستقطب الزائرين من شتى أنحاء العالم. ومع احتفاظه بهويته الأصلية، يستمر القصر في لعب دور حيّ في سرد الحكاية المغربية عبر الأجيال.
يقع قصر آيت بن حدو عند ضفاف نهر آسيف أونيلة، وتحيط به أسوار من الطوب المجفف بالشمس، فيما لا تزال بعض الأسر تقيم بداخله، مما يمنحه طابعًا نابضًا بالحياة. وعلى قمته، تطل بقايا القلعة من أعلى الهضبة، شاهدة على عظمة الماضي وهدوء الحاضر، في مشهد يأسر العيون ويغذي الخيال.
شُيّد هذا القصر في القرن السابع عشر، حين كانت القوافل التجارية تعبر من مراكش نحو عمق الصحراء، فشكّل نقطة توقف أساسية للتجار والرحالة، وملتقى للتبادل الثقافي والبضائع. وقد جُسدت عبقرية الإنسان الأمازيغي في بنائه، حيث مزج بين الجمال الطبيعي والتصميم الوظيفي، ما جعله رمزًا للتراث المتجذر في الأرض.
وقد أُدرج الموقع منذ سنوات ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، بفضل قيمته التاريخية وجماليته الفريدة، وهو ما أكسبه شهرة عالمية وجعل منه محطة رئيسية لعشاق التصوير والباحثين عن التجارب الثقافية الأصيلة. ومن خلال هذا التقدير الدولي، يعاد تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على الموروث العمراني المغربي.
ضمن نفس التصنيف، تصدرت قلعة هيميجي في اليابان القائمة، وتبعتها معالم مثل قصر فرسان رودس في اليونان وقلعة نويشفانشتاين في ألمانيا، إلى جانب مواقع سياحية بارزة في إسبانيا والبرتغال والهند. وبهذا، يتقاسم قصر آيت بن حدو المجد مع أشهر القلاع التي تشكل علامات بارزة في تاريخ السياحة العالمية.