للمرة الثانية ظهور الأميرة سلمى وهي تتجول بفاس وتؤكد دعمها للحرف التقليدية والهوية الثقافية

للمرة الثانية ظهور الأميرة سلمى وهي تتجول بفاس وتؤكد دعمها للحرف التقليدية والهوية الثقافية
شهدت الأزقة الضيقة والأسواق العتيقة بمدينة فاس زيارة خاصة للأميرة للا سلمى، التي ظهرت في أجواء عفوية وبسيطة، متجولة بين المحلات التقليدية دون أي بروتوكول رسمي. الأميرة حرصت على التوقف عند عدد من الدكاكين الصغيرة، لتحادث التجار والصناع مباشرة، وتبادل معهم التحايا والكلمات الودية التي عكست اهتمامها بالتواصل الشخصي مع المواطنين والحرفيين الذين يحافظون على إرث المدينة الثقافي.
وقد عبر عدد من التجار والحرفيين عن سرورهم الشديد بهذه الزيارة، مؤكدين أن حضور الأميرة شكل مصدر تقدير معنوي كبير لهم، وعكس اهتماما حقيقيا بالمدن التراثية وبالجهود التي يبذلها المهنيون للحفاظ على الحرف التقليدية. كما أعربوا عن أملهم في أن تسهم مثل هذه الزيارات في تعزيز برامج الدعم الموجهة لهم وتطوير البنية التحتية داخل المدينة العتيقة، بما يضمن استمرارية الحياة الاقتصادية والثقافية في هذه المواقع التاريخية.
وتأتي هذه الجولة الخاصة لتؤكد حرص الأميرة للا سلمى على تعزيز الهوية الثقافية للمغرب، من خلال تشجيع الأنشطة والمبادرات التي تحيي الذاكرة الحضرية لفاس. وقد سبق أن قامت الأميرة بجولات مماثلة بصحبة ابنتها، الأميرة للا خديجة، حيث ركزت خلال كل زيارة على الاطلاع على أعمال الحرفيين والتعرف عن قرب على التحديات التي تواجههم، لتشجيع المزيد من الاهتمام بالموروث الثقافي والمبادرات المحلية التي تساهم في صون التراث.
الزيارة أيضا أكدت جانبا إنسانيا في شخصية الأميرة، حيث بدا تفاعلها مع الحرفيين والتجار طبيعيا ومباشرا، بعيدا عن أي مظاهر رسمية، مما أتاح لها التواصل بحرية أكبر مع مختلف شرائح المجتمع المحلي. هذه الروح البسيطة التي طبعت جولتها كانت بمثابة رسالة دعم وتشجيع لجميع من يسهمون في إبقاء فاس مدينة حية تنبض بالتراث والفنون التقليدية.
كما اعتبر خبراء التراث الثقافي أن هذه الزيارات تعكس استراتيجية واضحة لتعزيز حضور الأسرة الملكية في الفعاليات الثقافية المحلية، مع التركيز على أهمية المدن العتيقة كركيزة للهوية المغربية. ومن هذا المنظور، تعد الزيارة دليلا عمليا على تقدير المؤسسة الملكية للحرف التقليدية وللجهود المبذولة في المحافظة على الطابع التاريخي والحضاري للمدينة.
في المجمل، تركت جولة الأميرة للا سلمى أثرا إيجابيا كبيرا في نفوس من التقتهم، سواء من التجار أو الحرفيين أو حتى الزوار العابرين للأزقة. الزيارة لم تكن مجرد حدث عابر، بل فرصة لتجسيد التقدير الحقيقي للثقافة المغربية والاحتفاء بالحياة التقليدية اليومية، ما يعكس حرص الأسرة الملكية على أن تبقى التراثية والحداثة متلازمتين في قلب المدن العتيقة مثل فاس.



