مراكش تحتفي بالإبداع السينمائي عبر مهرجان الأفلام القصيرة

مراكش تحتفي بالإبداع السينمائي عبر مهرجان الأفلام القصيرة
انطلقت فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان مراكش للأفلام القصيرة في أجواء احتفالية بفضاءات المدينة الحمراء، حيث قدمت برمجة متنوعة تضم أعمالا متميزة لمخرجين مغاربة وأجانب. ويعد هذا الحدث السينمائي، المنظم بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمجلس الجماعي لمراكش، والمركز السينمائي المغربي، إضافة إلى منصة “Marrakchi Made”، واحدا من المهرجانات النادرة التي تقام في الهواء الطلق، وهو منصة بارزة لدعم الأفلام القصيرة بالمغرب.
وتتضمن فعاليات المهرجان، المستمرة حتى بداية أكتوبر، برمجة متنوعة تشمل ثلاثة أقسام رئيسية هي: الأفلام المغربية، الأفلام الدولية، وقسم خاص يسلط الضوء على بلد ضيف الشرف. وقد تم اختيار السلفادور هذا العام للتركيز عليه من خلال عروض ولقاءات مع مجموعة من المخرجين المنحدرين من هذا البلد بأمريكا الوسطى، مما يعزز التبادل الثقافي والفني.
وتتميز هذه الدورة بتنظيم مسابقات وطنية ودولية إلى جانب مبادرات مبتكرة، تشمل ورشات لتقديم المشاريع وبرامج توجيه، وحاضنة دولية تجمع بين مهرجانات ومنصات مرموقة مثل TIFF الكندي، وولوكارنو السويسري، وكليرمونت فيراند الفرنسي، بهدف دعم الإبداع السينمائي الشاب وإتاحة فرص للتعاون الدولي.
وأكدت رامية بلعادل، مؤسسة ورئيسة المهرجان، أن هذه الدورة تمثل منصة للشباب والمناصفة والإبداع، مشيرة إلى أن الهدف هو بناء جسر بين مراكش وعالم الأفلام القصيرة، وتوفير فضاء احترافي للمواهب الشابة المغربية. كما شددت على الدور المحوري للنساء في تنظيم المهرجان، حيث يشكلن حوالي 80٪ من فريق العمل، في مشهد سينمائي ما يزال يهيمن عليه الرجال.
من جانبه، أوضح روبين كورال، عضو لجنة تحكيم المسابقة، أن المهرجان يتجاوز عرض الأفلام ليصبح منظومة حقيقية لدعم السينما المغربية القصيرة، من خلال الجوائز والورشات والفرص للتفاعل مع الأفلام العالمية. وأضاف أن المخرجين الشباب يجدون فيه منصة فريدة للتجريب والحوار مع خبراء وفنانين من مختلف أنحاء العالم.
وتشمل الجوائز الممنوحة ضمن فعاليات المهرجان جائزة أفضل فيلم مغربي، وأفضل مخرج، وأفضل ممثل، بالإضافة إلى جائزة دولية وجائزة “التميز” التي تمنحها منصات عالمية شريكة، تشجيعا للإبداع والابتكار. وقد استضفت العروض في أماكن رمزية بالمدينة، مثل قصر البديع، والحديقة الإلكترونية، والفولك، والمعهد الفرنسي، والمركز الثقافي نجوم جامع الفنا، لتوفير أسبوع من الاكتشافات واللقاءات والاحتفاء بالسينما القصيرة بمختلف ألوانها.
ويضم فريق تحكيم المسابقة الوطنية لهذه الدورة كلا من هشام العسري، مخرج وكاتب سيناريو، وفاطمة الزهراء الجوهري، ممثلة مغربية، وبهاء طرابلسي، كاتبة وناقدة سينمائية، لضمان اختيار أفضل الأعمال ومواكبة التطور الإبداعي في السينما القصيرة.