مراكش تحتفي بالملحون والأغنية الوطنية في دورة متميزة تعكس إشعاع التراث المغربي

مراكش تحتفي بالملحون والأغنية الوطنية في دورة متميزة تعكس إشعاع التراث المغربي
شهدت مدينة مراكش افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان الملحون والأغنية الوطنية، في أجواء فنية مفعمة بالروح التراثية والإبداع الموسيقي، تحت شعار “الملحون بين ملحمة المسيرة الخضراء وإشعاع العالمية”، في احتفال يعكس الاعتراف الرسمي بفن الملحون بعد إدراجه ضمن التراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونسكو، ويؤكد الدور البارز لهذا الفن في صون الذاكرة المغربية وإبراز هويتها الموسيقية الأصيلة.
انطلقت الأمسية الفنية الكبرى في فضاء مسرح دار الثقافة الداوديات، بتنظيم جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، وبشراكة ودعم من مجلس جهة مراكش آسفي والمجلس الجماعي للمدينة، حيث احتفت بالمسار الفني المتميز للأستاذ والمنشد مولاي الفاضل بلمعاشي، في لحظة تكريم واعتراف بمساهماته الثمينة في خدمة فن الملحون والأغنية الوطنية، وجعلها جسرا بين الماضي والحاضر.
تميزت الفعاليات بحضور نخبة من أبرز فناني الملحون على الصعيد الوطني، إذ قدمت “فرقة النخبة الوطنية لفن الملحون” بقيادة الشيخ الحاج امحمد الملحوني والفنان القدير محمد وارثي عروضا غنية، إلى جانب مشاركات متميزة من رواد هذا الفن من مختلف المدن المغربية، ومن أبرزهم: سعيدة ضياف من مراكش، الشيخ إدريس الزعروري من مكناس، سهيلة الصحراوي من مولاي إدريس زرهون، والحسين اكعير من مراكش، الذين أضفوا على الأمسية طابعا ثقافيا فريدا، يرسخ التواصل بين التجارب الموسيقية العريقة والابتكار المعاصر.
في إطار دعم المواهب الشابة، شهد المهرجان الإعلان عن نتائج “مسابقة إنشاد قصائد فن الملحون”، التي تهدف إلى تشجيع الأجيال الصاعدة على الانخراط في هذا الفن المغربي الأصيل، وضمان استمراريته للأجيال المقبلة. وقد أسفرت المنافسة عن فوز ريم نفادي بالجائزة الأولى، فيما توجت هبة لبيب بالجائزة الثانية، ونال يحيى لحيان الجائزة الثالثة، في اعتراف بالمستوى الرفيع والأداء المتميز للمشاركين الشباب.
أشرفت على تقييم المشاركات لجنة تحكيم متخصصة، ضمت كل من الفنان محمد وارثي، والأستاذ رشيد الحكيم، والباحث عبد الجليل بدزي، الذين أشادوا بالجهد المبدع للمشاركين وبحيوية التجارب الشبابية في الأداء، مؤكدين أن هذه المسابقة تمثل منصة حقيقية لاكتشاف المواهب وصقلها بما يتماشى مع أصالة التراث المغربي.
بالإضافة إلى ذلك، حرص المهرجان على إبراز دوره الاجتماعي والتربوي من خلال تنظيم أمسيات فنية لفائدة مختلف مكونات المجتمع المحلي، حيث أقيمت عروض لفائدة نزلاء دار المسنين بمنطقة سيدي يوسف بن علي، أحيتها فرقة أهل المغنى بقيادة الفنان عبد الصمد لكسيس، كما أقيمت أمسية أخرى لفائدة ساكنة منطقة النخيل بتنشيط فرقة خديجة الورزازية، في مبادرة تروم تعزيز التواصل الفني والإنساني بين المهرجان والجمهور المحلي، وإبراز دور الثقافة والفنون في بناء جسور التواصل بين مختلف فئات المجتمع.



