ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوق في المغرب يعكس تصاعد تأثيرات التغير المناخي

أصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية تقريرًا سنويًا كشف عن ارتفاع قياسي في درجات الحرارة بالمغرب، حيث سجلت أعلى مستويات حرارة منذ بدء الرصد المناخي. هذا الارتفاع جاء في ظل تصاعد ظاهرة التغيرات المناخية العالمية التي أثرت بشكل واضح على الطقس المحلي.

تشير البيانات المناخية إلى أن متوسط درجات الحرارة السنوي تجاوز المعدل المرجعي للفترة بين 1991 و2020 بمعدل 1.49 درجة مئوية، مما يدل على اتجاه مستمر في تصاعد درجة حرارة البلاد، وهو ما يثير قلقًا كبيرًا بشأن مستقبل المناخ الوطني.

شهدت فصلا الخريف والشتاء ارتفاعًا غير معتاد في درجات الحرارة، ما يعكس اختلالات موسمية متكررة أصبحت أكثر وضوحًا، بحسب ما ورد في التقرير الذي وثّق هذه التغيرات المناخية المفاجئة.

تعتبر يوم 23 يوليوز من بين أكثر الأيام سخونة، إذ سجلت مدينة بني ملال درجة حرارة بلغت 47.7 درجة مئوية، بينما وصلت مراكش إلى 47.6 درجة، محطمين بذلك أرقامًا قياسية محلية في وسط البلاد.

على الرغم من أن أعلى درجة حرارة مسجلة في المغرب تعود إلى شهر غشت في أكادير حيث بلغت 50.4 درجة مئوية، إلا أن ارتفاع درجات الحرارة كان واسع الانتشار في مختلف المناطق، مصحوبًا بجفاف مستمر أثّر سلبًا على الموارد المائية.

ويشير التقرير إلى أن المغرب يعيش فترة طويلة من الجفاف المتواصل، حيث سجل نقصًا في التساقطات المطرية بنسبة 24.7%، مما يزيد من الضغوط على البيئة والمياه، ويطرح تحديات كبيرة أمام إدارة الموارد الطبيعية واستدامتها.