مجتمع

اعتداء عنيف على عامل نظافة في فاس يثير موجة استياء ويكشف معاناة العاملين في الشوارع

اعتداء عنيف على عامل نظافة في فاس يثير موجة استياء ويكشف معاناة العاملين في الشوارع

شهد حي زواغ بمدينة فاس حادثًا مأساويًا حين تعرّض أحد عمال النظافة لاعتداء عنيف أثناء مزاولته لعمله. وكان العامل، الذي بدأ مهامه اليومية في تنظيف الشوارع، ضحية محاولة سطو من طرف أحد المنحرفين الذي لم يتردد في استخدام العنف لإيذائه. وقد تلقّى العامل ضربة قوية على وجهه، تسببت في جرح غائر وإصابة خطيرة، نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية.

وقد تسببت هذه الحادثة في صدمة كبيرة لدى سكان الحي الذين استفاقوا على وقع هذا المشهد المؤلم، حيث عبّر العديد منهم عن غضبهم واستيائهم من تكرار مثل هذه الاعتداءات التي باتت تهدد أمن وسلامة المواطنين، خاصة أولئك الذين يشتغلون ليلاً في المرافق العمومية. وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي دعوات عاجلة تطالب الجهات المعنية بالتدخل العاجل للحد من هذه الاعتداءات، وتكثيف التواجد الأمني في الأحياء الهامشية والمناطق التي تعرف انتشار الجريمة.

من خلال التفاعل الشعبي مع هذه الواقعة، برزت مطالب كثيرة من طرف سكان حي زواغ بضرورة إلقاء القبض على المعتدي وتقديمه للعدالة في أسرع وقت ممكن. كما شدد العديد من المتتبعين للشأن المحلي على ضرورة مراجعة السياسات الأمنية وتفعيل آليات الوقاية من الجريمة من خلال العمل على محاربة ظاهرة التشرميل التي صارت تقلق راحة الساكنة وتزرع الخوف في صفوف المواطنين الأبرياء.

إلى جانب الدعوات الموجهة إلى السلطات الأمنية، طالب سكان فاس وبالخصوص أبناء حي زواغ بتوفير حماية ميدانية لعمال النظافة، وذلك عن طريق اعتماد آليات جديدة لمراقبة الفضاءات العامة، سواء من خلال تثبيت كاميرات مراقبة في النقاط السوداء أو عبر تشكيل دوريات أمنية ليلية ترافق العمال أثناء قيامهم بمهامهم. وتُعد هذه الخطوة ضرورية لردع كل من تسوّل له نفسه الاعتداء على الأشخاص الذين يساهمون في نظافة المدينة وصحة سكانها.

وتعالت كذلك الأصوات الداعية إلى تحسين أوضاع عمال النظافة، معتبرة أن ظروف اشتغالهم تفتقر إلى الحد الأدنى من الكرامة والاحترام، حيث يشتغل هؤلاء في بيئات خطيرة دون توفير الحماية اللازمة لهم. وأكد عدد من النشطاء المحليين على ضرورة إدماجهم في برامج الحماية الاجتماعية وتوفير وسائل عمل آمنة، خصوصًا في المناطق التي تعرف ارتفاعًا في معدلات الجريمة والعنف.

الحادثة الأخيرة لم تكن الأولى من نوعها، بل تأتي ضمن سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي تطال عمال النظافة في مختلف المدن المغربية، ما يستدعي وضع استراتيجية وطنية واضحة تضمن أمنهم وحقوقهم. كما أن ما وقع في فاس يُبرز الحاجة إلى نقاش وطني جدي حول حماية الفئات المهنية الهشة، ومراجعة ظروف عملهم من زاوية إنسانية واجتماعية تعكس احترام الدولة لجهودهم اليومية في الحفاظ على نظافة المدن وجماليتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى