الخدمة العسكرية لسنة 2025 بوابة نحو مهنة مستقرة وتأهيل احترافي متكامل

الخدمة العسكرية لسنة 2025 بوابة نحو مهنة مستقرة وتأهيل احترافي متكامل
في إطار الجهود المبذولة لتطوير منظومة الخدمة العسكرية، أعلنت وزارة الداخلية من خلال تصريح لمحمد إدلمغيس، المسؤول بالمديرية العامة للشؤون الداخلية، عن معطيات جديدة تخص فوج 2025 من المجندين والمجندات، والذي سيحظى بتكوين مهني مكثف يؤهله للاندماج السلس في مختلف ميادين الشغل، سواء العمومية أو الخاصة.
يمتد البرنامج السنوي للخدمة العسكرية على مدار 12 شهراً، حيث يُخصص الثلث الأول منها للتدريبات البدنية والمهارات العسكرية الأساسية، فيما تركز الأشهر المتبقية على التكوين المتخصص الذي يتم داخل مراكز مؤطرة من طرف القوات المسلحة الملكية، وهو ما يعكس حرص الجهات المعنية على المزج بين الانضباط العسكري والتأهيل المهني عالي الجودة.
ويُمنح المجندون امتيازات مهنية واجتماعية عديدة، تشمل الرتب العسكرية التي تتفاوت حسب المستوى الدراسي، إذ يُمنح من لا يحمل شهادة البكالوريا رتبة جندي، في حين يُمنح الحاصلون على البكالوريا رتبة ضابط صف، ويترقى الحاصلون على الإجازة أو ما يعادلها إلى رتبة ضابط، الأمر الذي يتيح مساراً واضحاً للترقي داخل المؤسسة العسكرية.
تُصرف للمجندين رواتب شهرية معفية من الضرائب، تتراوح قيمتها بين 1050 درهماً للجندي، و1500 درهماً لضابط الصف، بينما يصل أجر الضابط إلى 2100 درهم. ويُضاف إلى هذه الرواتب نظام متكامل من التغطية الصحية، والتأمين، والدعم الطبي والاجتماعي، مما يضمن للمجند ظروفاً معيشية مستقرة طوال مدة الخدمة.
كما يسمح الإطار القانوني المنظم للخدمة العسكرية للمجندين بالمشاركة في مباريات التوظيف خلال فترة التجنيد، سواء داخل القوات النظامية أو مؤسسات الدولة، مع الاحتفاظ الكامل بحقوق الموظفين الإداريين الذين يُستدعون للتجنيد، من أجور وتعويضات، بالإضافة إلى إعادة إدماجهم في مناصبهم الأصلية بمجرد انتهاء فترة الخدمة.
وفي ما يتعلق بفرص ما بعد انتهاء التجنيد، أشار إدلمغيس إلى أن العديد من المجندين السابقين نجحوا في الدخول إلى سوق العمل، واستطاع بعضهم إطلاق مشاريع خاصة بهم، اعتماداً على المهارات التي اكتسبوها أثناء فترة التدريب، وهو ما يبرز الجانب العملي والواقعي لهذا البرنامج الوطني.
وقد أظهرت الحملات التحسيسية المتعلقة بالخدمة العسكرية مجموعة من النماذج الشابة التي نجحت في بناء مسارات مهنية واعدة، اعتماداً على الخبرة والتكوين الذي تلقته خلال فترة التجنيد، مما يعكس قدرة هذا المسار على خلق فرص جديدة وإعادة صياغة مستقبل الشباب بأسس قوية.