الصين توقف استيراد الدواجن المغربية بسبب تفشي مرض نيوكاسل في منطقة الرباط سلا القنيطرة

الصين توقف استيراد الدواجن المغربية بسبب تفشي مرض نيوكاسل في منطقة الرباط سلا القنيطرة
في تطور مفاجئ يعكس حدة المخاوف الصحية العالمية، أعلنت السلطات الصينية تعليق استيراد الدواجن وجميع المنتجات المرتبطة بها القادمة من المملكة المغربية، وتحديدًا من جهة الرباط سلا القنيطرة. وقد جاء هذا القرار الصارم استجابةً لتحذيرات أصدرتها المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، والتي أكدت تسجيل حالات تفشٍ لمرض نيوكاسل شديد العدوى في هذه الجهة المغربية، مما استدعى تدخلاً دولياً عاجلاً لحماية الثروة الحيوانية.
وبناءً على التعليمات الصادرة عن وزارة الزراعة والشؤون الريفية الصينية، تم فرض حظر شامل على دخول الطيور الحية ومنتجاتها، سواء كانت مشتقة مباشرة من المنطقة أو من خلال سلاسل التوريد غير المباشرة. كما شملت هذه الإجراءات فرض رقابة مشددة على الشحنات المستوردة، مع التنبيه إلى التعامل الصارم مع أي خروقات محتملة لهذه التعليمات الوقائية، والتي قد تصل إلى حد إتلاف البضائع في حالة المخالفة.
وانطلاقاً من حرصها على تطبيق قوانين الحجر الصحي، شددت الصين على أهمية الالتزام بإجراءات الوقاية من الأمراض الحيوانية، بما في ذلك تطهير كافة النفايات ذات الأصل الحيواني أو النباتي القادمة من المناطق الموبوءة. وقد أُوكلت هذه المهام إلى سلطات الجمارك الصينية، التي ستقوم بالإشراف المباشر على عملية المراقبة والتطهير لضمان عدم تسرب الفيروس إلى البيئة الداخلية للبلاد.
ويُعد مرض نيوكاسل من أخطر الأمراض الفيروسية التي تصيب الطيور، إذ يتميز بسرعة انتشاره وظهور أعراض تنفسية وعصبية حادة قد تؤدي إلى نفوق عدد كبير من الطيور خلال فترة وجيزة. وتكمن خطورته في الأضرار التي يلحقها بقطاع الدواجن، إذ يتسبب في انخفاض كبير في الإنتاج وخسائر مالية معتبرة، رغم أن انتقاله إلى البشر يبقى نادراً للغاية، ما يقلل من تهديده على الصحة العامة البشرية.
وفي ظل هذه التطورات، لم تصدر الجهات المغربية حتى اللحظة أي تصريح رسمي أو توضيح بخصوص القرار الصيني، ما يترك العديد من التساؤلات معلقة حول الموقف الرسمي المنتظر. ويُرجّح أن تُسفر هذه الأزمة عن تحديات اقتصادية جديدة للقطاع المغربي، لا سيما أن السوق الصينية تعتبر من بين أبرز الوجهات التصديرية للمنتجات الحيوانية المغربية.
ويخشى المهنيون في قطاع الدواجن من أن تمتد تداعيات هذا الحظر إلى أسواق دولية أخرى، في حال لم تتم السيطرة على انتشار المرض داخل الأراضي المغربية في أقرب وقت. ويُنتظر أن تبادر السلطات المختصة باتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء الوضع، سواء عبر تحسين نظم المراقبة البيطرية أو دعم المربين لمجابهة هذه الجائحة الفيروسية التي تهدد أمنهم الغذائي والاقتصادي.