مجتمع

المغرب يعزز مكانته الإقليمية بفضل تفوق نُخبه في تصنيف دولي حديث

المغرب يعزز مكانته الإقليمية بفضل تفوق نُخبه في تصنيف دولي حديث

في خضم تنافس دولي محموم يتسم بتغيرات متسارعة وتحديات متنامية، استطاع المغرب أن يرسخ موقعه في الساحة العالمية من خلال احتلاله المرتبة 87 ضمن مؤشر جودة النخب لعام 2025، وفق التقرير الصادر عن جامعة سنغافورة للإدارة بالتعاون مع نظيرتها السويسرية “سانت غالن”. وقد حقق المغرب في هذا التصنيف 47.1 نقطة، متقدماً بأربع درجات مقارنة مع الترتيب السابق، وهو ما أتاح له التفوق على سائر دول شمال إفريقيا.

ومن خلال هذا التقدم اللافت، تصدر المغرب بلدان المنطقة متجاوزًا كلًّا من مصر التي جاءت في المركز 102، والجزائر التي احتلت الرتبة 123، بينما تراجعت تونس إلى المرتبة 129، أما موريتانيا وليبيا فقد جاءتا في المراتب 134 و138 على التوالي، مما يعكس الفارق الواضح في دينامية النخب بين هذه البلدان.

ويُعزى هذا التقدم إلى التطور التدريجي في أداء النخب والمؤسسات المغربية، حيث يواصل البلد مساره نحو تعزيز حضوره على المستويين الإقليمي والدولي، بالرغم من التحديات الاقتصادية التي تشهدها العديد من الدول النامية. وقد جاء هذا التقدم في وقت تراجعت فيه مكانة قوى إقليمية أخرى، مثل تركيا التي هبطت 22 مركزًا دفعة واحدة لتستقر في المرتبة 84، بينما خسرت مصر 18 مركزًا، أما البرازيل فانخفض ترتيبها بثماني درجات.

أما على الساحة العالمية، فقد حافظت سنغافورة على ريادتها مسجلة 65.6 نقطة، تلتها الولايات المتحدة التي قفزت 14 مرتبة لتحتل المركز الثاني، بينما جاءت سويسرا ثالثة رغم تراجعها مركزًا واحدًا. وتواصل هذه الدول تأكيد موقعها بفضل جودة النخب التي تعتمد على الابتكار وتخطيط استراتيجي فعال.

وفي السياق الإقليمي، برزت قطر ضمن قائمة الدول العشر الأوائل، بعدما وصلت إلى المرتبة السادسة برصيد 62.6 نقطة، متقدمة بذلك على إسرائيل التي احتلت المركز 14، والإمارات التي جاءت في الرتبة 20. كما حافظت البحرين على حضورها في المركز 25، بينما تمركزت سلطنة عمان والسعودية في المرتبتين 41 و57 تباعًا، ما يعكس التحول التدريجي في بنية النخب داخل دول الخليج.

ويعتمد هذا المؤشر على تقييم أكثر من 140 معيارًا فرعيًا، ويُقاس من خلاله مدى قدرة النخب على تقديم قيمة مضافة للمجتمع بدلًا من الانخراط في ممارسات ريعية تقتصر على توزيع الثروة دون إنتاجها. ويُظهر التقرير أن المجتمعات التي تتوفر على نخب فعالة وواعية قادرة على خلق توازن سياسي واقتصادي يدعم الاستقرار والتنمية المستدامة.

وأشار التقرير كذلك إلى التحول النوعي الذي يشهده مجال الذكاء الاصطناعي، باعتباره رافعة رئيسية لتقييم كفاءة النخب، حيث تصدرت الولايات المتحدة هذا المجال، تلتها كل من سنغافورة وكوريا الجنوبية والصين، في حين تراجعت دول أوروبية ذات وزن، مثل ألمانيا والمملكة المتحدة، إلى مراتب دون التوقعات، مما يعكس تباينًا في القدرة على مواكبة التحولات التكنولوجية الكبرى.

كما خلص التقرير إلى أن النخب القادرة على توظيف الابتكار ضمن استراتيجياتها التنموية تضمن لأنفسها أدوارًا قيادية في المستقبل. وأوصى بضرورة تكثيف الاستثمارات في مجالات التعليم، والرقمنة، وتطوير المهارات، خصوصًا في بلدان مثل المغرب التي تسعى إلى تأكيد حضورها كقوة إقليمية صاعدة في عالم يتسم بتنافسية عالية وتطورات غير مسبوقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى