توقعات بموجات حر شديدة في 2024 وتغيرات غير مسبوقة في درجات الحرارة
توقعات بموجات حر شديدة في 2024 وتغيرات غير مسبوقة في درجات الحرارة
أفادت خدمة التغير المناخي في مرصد “كوبرنيكوس” الأوروبي بأن عام 2024 سيشهد درجات حرارة غير مسبوقة على مستوى العالم، حيث من المتوقع أن يتجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة للمرة الأولى في التاريخ. ويعتبر هذا الحدث علامة فارقة في مسار التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل مباشر على البيئة والحياة البشرية على كوكب الأرض. وقد أكدت هذه التوقعات أن العالم يدخل مرحلة جديدة من التحولات المناخية التي تستدعي الانتباه والتحرك العاجل.
لقد سجل عام 2023 درجات حرارة عالية بالفعل، حيث كانت الزيادة في درجة الحرارة العالمية 1.48 درجة مئوية مقارنة بالمستويات السابقة للصناعة. لكن، يتوقع الخبراء أن تكون درجة الحرارة في 2024 أعلى من ذلك بمقدار 1.5 درجة مئوية، بل من المرجح أن تتجاوز 1.55 درجة مئوية في بعض الأماكن. هذا الارتفاع يُعد مؤشرًا قويًا على أن الاحتباس الحراري يتسارع، وأن تأثيراته السلبية ستزداد في السنوات المقبلة، ما يتطلب استعدادات عاجلة لمواجهة هذه الظاهرة.
في شهر أكتوبر من عام 2024، سجلت البيانات ارتفاعًا إضافيًا في درجات الحرارة، حيث كانت أعلى بمقدار 1.65 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة. ويُعد هذا الشهر جزءًا من فترة استمرت لمدة 16 شهرًا، شهدت خلالها درجات الحرارة العالمية تجاوز العتبة الحرجة التي حددتها اتفاقية باريس للمناخ. وقد أشار البيان إلى أن هذا المعدل المرتفع يشير إلى تهديد أكبر في ما يتعلق بالتحولات المناخية التي تتسارع في الوقت الراهن، الأمر الذي يستدعي النظر بعين الجدية في التصدي لهذه الظاهرة.
إنه من المؤكد الآن أن عام 2024 سيتجاوز بشكل كبير السجلات السابقة لدرجات الحرارة المرتفعة، وهو ما يُعد مؤشرًا على أن هذا الاتجاه لن يتوقف قريبًا. حتى لو حدث انخفاض في درجات الحرارة في الأشهر المتبقية من العام، فإن الأبحاث تشير إلى أن هذا الانخفاض لن يكون كافيًا لتقليص الارتفاع الكبير الذي حصل في الأشهر العشرة الأولى من 2024. إذ أظهرت البيانات أن متوسط درجات الحرارة في هذه الفترة كان أعلى بمقدار 0.71 درجة مئوية مقارنة بالفترة المرجعية بين عامي 1991 و2020، ما يجعل هذا العام هو الأكثر سخونة على الإطلاق في السجلات الحديثة.
تأتي هذه التوقعات في وقت حساس للغاية، حيث أكدت سامانثا بورغيس، نائبة رئيس خدمة تغير المناخ في مرصد كوبرنيكوس، أن هذا الاتجاه في ارتفاع درجات الحرارة يمثل مرحلة جديدة في تاريخ المناخ العالمي. وأضافت أن هذه التغيرات تستدعي التحرك السريع من قبل الحكومات والمنظمات الدولية للحد من تداعياتها السلبية على البيئة. وعلى الرغم من أن مؤتمر الأمم المتحدة المقبل المعني بتغير المناخ الذي سيُعقد في باكو بأذربيجان يمثل فرصة هامة، فإن الفجوة بين التحديات البيئية والردود الفعالة تتسع، ما يجعل الحاجة إلى الحلول المستدامة أكثر إلحاحًا.
إن النتائج المترتبة على هذا الارتفاع في درجات الحرارة تشمل تهديدات عديدة للأنظمة البيئية، من بينها تدهور التنوع البيولوجي، تزايد حرائق الغابات، وتغير أنماط الطقس بشكل غير مسبوق. كما قد تؤثر هذه التغيرات على الزراعة، وتزيد من خطر نقص المياه في بعض المناطق، مما يتطلب اتخاذ تدابير وقائية أكثر فعالية.