مجتمع

توقف حركي لأسواق الفحم بسبب إلغاء الأضحى وتأثيراته على النشاط الموسمي

توقف حركي لأسواق الفحم بسبب إلغاء الأضحى وتأثيراته على النشاط الموسمي

تشهد محلات بيع الفحم في مختلف المدن المغربية تباطؤاً شديداً في نشاطها التجاري، تزامناً مع قرار إلغاء الاحتفال بعيد الأضحى لهذه السنة، ما تسبب في توقف شبه تام للإقبال على هذا المنتوج الذي كان يُعد من المواد الأساسية المرتبطة بموسم الذبح وتحضير الأضحية. وقد جاء هذا القرار في سياق اقتصادي واجتماعي معقد، ارتبط بتداعيات ارتفاع أسعار اللحوم وتدهور أوضاع القطيع الوطني.

وقد خلف هذا الجمود التجاري أثراً واضحاً على المهنيين الذين يعتمدون على هذا الموسم لتصريف كميات كبيرة من الفحم، إذ اعتادوا على رواج سنوي مرتفع مع اقتراب العيد، خاصة في المدن الكبرى والأسواق الشعبية التي تعرف عادةً نشاطاً كبيراً في مثل هذه المناسبات. غير أن الوضع هذه السنة كان مغايراً تماماً، ما دفع بعض التجار إلى تقليص الكميات المعروضة وتغيير استراتيجيات البيع.

ورغم الضرر المادي الذي لحق بهم، أبدى عدد من العاملين في هذا القطاع تفهماً للقرار الحكومي، معتبرين أن استقرار البلاد وسلامة المواطنين أهم بكثير من أي أرباح موسمية. وأكد هؤلاء أن الظرفية الحالية تستدعي قدراً كبيراً من التضامن والتكيف مع الأولويات الوطنية التي فرضتها الأوضاع الفلاحية الصعبة وتقلبات السوق.

ويبدو أن تأثير غياب عيد الأضحى لهذا العام تجاوز مجرد تراجع المبيعات، ليطال البنية الاقتصادية الموسمية التي يعتمد عليها عدد من الحرفيين والباعة الموسميين، ممن يشكل العيد بالنسبة لهم فرصة لتحقيق بعض التوازن المالي. إذ أضحى من الواضح أن قرار الإلغاء لم ينعكس فقط على أسواق الماشية، بل طال أيضاً كل ما يرتبط بسلاسل التحضير لهذه المناسبة من تجهيزات وأدوات تقليدية.

وفي ظل هذا المعطى الجديد، يتجه عدد من الباعة إلى التفكير في بدائل تجارية لتعويض الخسائر، من خلال الترويج لمنتجات بديلة أو محاولة تنشيط المبيعات بطرق أخرى، غير أن محدودية الطلب خلال هذه الفترة تجعل المهمة صعبة. إذ تتداخل فيها عوامل نفسية واجتماعية تتعلق بعدم وجود مناسبة تدفع المستهلكين نحو الشراء.

من جانب آخر، يرى بعض المتابعين أن هذا التوقف المفاجئ في السوق يمكن أن يشكل فرصة لإعادة التفكير في النموذج الموسمي للتجارة، والعمل على إرساء رؤية اقتصادية تستند إلى استمرارية النشاط بدل الارتهان لمحطات محددة. وهذا يستدعي تدخلات دعم وتوجيه تراعي واقع التجار الصغار وتساعدهم على تجاوز هذه المرحلة الحرجة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى