فن وثقافة

تتويج فاطمة الزهراء برماكي ملكة لجمال الورود يعكس عمق التراث العطري بقلعة مكونة

تتويج فاطمة الزهراء برماكي ملكة لجمال الورود يعكس عمق التراث العطري بقلعة مكونة

في مشهد مفعم بالرمزية وجمال التقاليد، احتضنت قلعة مكونة فعاليات النسخة الستين من الملتقى الدولي للورد العطري، حيث تم تتويج الشابة فاطمة الزهراء برماكي بلقب ملكة جمال الورود لسنة 2025. وقد جاءت هذه اللحظة كتتويج لمسار تألق تميزت فيه المشاركات بالإبداع والرقي في التعبير، إلى جانب الارتباط الصادق بالموروث المحلي الغني بألوانه وروائحه.

وتميزت هذه الدورة بمنافسة حماسية جمعت بين جمال الحضور وقوة الشخصية، حيث استطاعت فاطمة الزهراء أن تفرض نفسها بفضل ثقتها وبلاغتها، مما جعل لجنة التحكيم تختارها بإجماع نظراً لتجسيدها القيم الرمزية التي يمثلها الورد العطري في ثقافة المنطقة. ولم تقتصر لحظات التتويج على المرتبة الأولى، بل شهدت إشادة واسعة بالمتوجات الأخريات، وخاصة حفيظة أمخشون التي حصدت المرتبة الثانية وسط إعجاب الجمهور وتقدير اللجنة.

وتكتسي مسابقة ملكة جمال الورود أهمية خاصة ضمن أنشطة الملتقى، حيث تُعتبر من أبرز الفقرات الثقافية التي تدمج بين الجمال والهوية. وتُسلّط هذه المسابقة الضوء على المرأة القروية، باعتبارها عنصراً محورياً في منظومة إنتاج الورد العطري، سواء من خلال الزراعة التقليدية أو عبر مشاركتها في تقنيات التقطير واستخلاص الزيوت، ما يعكس مكانتها في الحفاظ على هذه الثروة النباتية.

كما أن تتويج فاطمة الزهراء لا يُعد تكريماً فردياً فحسب، بل يرمز أيضاً إلى الدور المتزايد للمرأة المغربية في حمل رسالة التراث ونشرها على المستويين المحلي والعالمي. ومن المنتظر أن تنخرط المتوجة في برامج تمثيلية وسفرات داخل المغرب وخارجه، حيث ستُعرّف بثقافة الورد العطري كمكوّن أساسي من مكونات الهوية البيئية لمنطقة قلعة مكونة.

وتواصل قلعة مكونة ترسيخ مكانتها كوجهة دولية للاحتفال بالورد العطري، بفضل تنظيم هذا الملتقى الذي يشكل منصة مفتوحة للتبادل الثقافي والاقتصادي. كما أن اختيار ملكة جمال الورود يضيف بعداً إنسانياً وثقافياً لهذه التظاهرة، من خلال إبراز صورة المرأة كمحافظة على الذاكرة الجماعية، ومساهمة فعّالة في التنمية المحلية المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى