عبد الإله “مول الحوت” قصة شاب تحدى أسعار السمك في مراكش وحقق شهرة واسعة

عبد الإله “مول الحوت” قصة شاب تحدى أسعار السمك في مراكش وحقق شهرة واسعة
في قلب مدينة مراكش، حيث تنبض الأسواق الشعبية بالحياة وتتشابك الأزقة المليئة بالحركة، برز اسم شاب طموح يُدعى عبد الإله، والذي بات يُعرف بين الناس بلقب “مول الحوت”. فقد قرر أن يخوض غمار تجارة السمك بأسلوب غير معتاد، مما جعله حديث المدينة وأشعل نقاشات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
جاءت فكرة عبد الإله بعد أن لاحظ الغلاء المتزايد في أسعار السمك، وهو ما جعل هذه المادة الغذائية الأساسية صعبة المنال بالنسبة للعديد من الأسر محدودة الدخل. لم يقبل بالأمر الواقع، بل قرر أن يواجه هذه المشكلة بطريقته الخاصة، إذ بدأ في بيع السمك بأسعار أقل بكثير من تلك المعروضة في الأسواق التقليدية. كانت خطوته بمثابة رسالة قوية ضد جشع بعض التجار الذين يستغلون المستهلكين، مما جعله يحظى بتأييد شعبي واسع.
لم يكن الطريق نحو النجاح سهلًا، فمع تزايد الإقبال على متجره الصغير، بدأ يواجه تحديات لم تكن في الحسبان. فقد تعرض محله لعدة زيارات من لجان المراقبة، وواجه انتقادات شديدة من بعض التجار الذين رأوا في سياسته السعرية تهديدًا لمصالحهم. وما زاد الطين بلة، أن السلطات المحلية قررت إغلاق محله، بدعوى وجود مخالفات تتعلق بشروط التخزين والسلامة الصحية.
هذا القرار أثار موجة من التعاطف مع “مول الحوت”، حيث انتشر وسم يحمل اسمه على مواقع التواصل الاجتماعي، وطالب كثيرون بإعادة فتح محله. اعتبر كثيرون أن ما حدث له ليس سوى محاولة لعرقلة شاب اجتهد ليقدم خدمة مجتمعية ويكشف عن اختلالات في سوق السمك. وبفعل الضغط الشعبي، تدخل والي جهة مراكش آسفي، فريد شوراق، واستقبل عبد الإله في مكتبه، حيث ناقش معه حيثيات الموضوع.
خلال اللقاء، أكد الوالي على حق عبد الإله في مواصلة نشاطه التجاري داخل سوق السمك الرسمي في مراكش، شريطة الالتزام بالقوانين المنظمة للقطاع. كما شدد على أهمية توفير بيئة تنافسية عادلة تتيح الفرصة لجميع التجار دون تمييز، وهو ما منح عبد الإله شعورًا بالارتياح والثقة في المستقبل.
ما حدث مع “مول الحوت” لم يكن مجرد قصة شاب يبيع السمك، بل كان نموذجًا لصراع أوسع بين الطموح الفردي والعراقيل البيروقراطية، وبين إرادة التغيير والقوى التي تفضل بقاء الأمور على حالها. لقد أثبت أن الشباب المغربي قادر على إحداث فرق حين تتاح له الفرصة، وأن المجتمع مستعد لدعم كل من يسعى إلى الإصلاح بطرق عملية.
لقد أصبحت قضية “مول الحوت” رمزًا للطموح والمثابرة، ورسالة تحث على دعم المبادرات الفردية وتشجيع الشباب على الابتكار في مجالاتهم المختلفة. كما أنها أبرزت الحاجة إلى إصلاحات تنظيمية تضمن تكافؤ الفرص وتحمي مصالح الجميع، بحيث يتمكن كل من يسعى للعمل بجد من تحقيق أهدافه دون عراقيل غير مبررة.