فيضانات آسفي تتسبب بخسائر بشرية جسيمة وتدمر المنازل والممتلكات

فيضانات آسفي تتسبب بخسائر بشرية جسيمة وتدمر المنازل والممتلكات
شهدت مدينة آسفي المغربية فيضانات مدمرة خلفت وراءها خسائر بشرية ومادية جسيمة، ما أثار صدمة واسعة بين السكان والمجتمع المحلي. فمع هطول أمطار غزيرة بشكل مفاجئ على المدينة والمناطق المحيطة بها، ارتفعت مياه الأنهار والشوارع بشكل غير متوقع، ما أدى إلى تدفقها على الأحياء السكنية وإلحاق أضرار بالغة بالمنازل والمحال التجارية.
وتظهر الصور المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية، بما في ذلك الطرق والجسور والمرافق العامة، بينما تكافح فرق الإنقاذ المحلية والدرك الملكي لإنقاذ المحاصرين تحت المياه.
وأكدت السلطات المحلية أن السيول أجبرت عشرات الأسر على مغادرة منازلها واللجوء إلى مراكز إيواء مؤقتة، حيث تم تقديم المساعدات الغذائية والطبية الأساسية لضمان سلامتهم. كما ساهمت جمعيات المجتمع المدني والمتطوعون في تقديم الدعم للمتضررين، من خلال توزيع المواد الأساسية وتسهيل وصول فرق الإنقاذ إلى المناطق الأكثر تضررا. ويعمل المسؤولون حاليا على تقييم الأضرار بشكل كامل وتحديد الاحتياجات العاجلة لإعادة تأهيل الأحياء المنكوبة.
ويرى خبراء البيئة أن سبب الفيضانات يعود إلى هطول أمطار غير معتادة في فترة زمنية قصيرة، إضافة إلى ضعف تصريف مياه الأمطار في بعض الأحياء المكتظة بالسكان. كما يشيرون إلى أن التوسع العمراني غير المنظم زاد من حدة الخطر، إذ أن بناء المنازل قرب مجاري الأنهار والمناطق المنخفضة يجعلها أكثر عرضة للغرق. وتعتبر هذه الظواهر جزءا من تأثيرات التغيرات المناخية التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا، والتي تسببت في تزايد التذبذب في كمية الأمطار وحدتها.
ولم تقتصر الخسائر على الجانب المادي فحسب، بل طالت الجانب الإنساني والنفسي للسكان. فقد فقد العديد من الأشخاص منازلهم وممتلكاتهم، بينما خسر آخرون أحباءهم، ما ترك أثرا نفسيا بالغا، خاصة على الأطفال وكبار السن. وحذر خبراء الصحة النفسية من أن مثل هذه الكوارث تترك صدمات طويلة المدى تحتاج إلى دعم نفسي ومجتمعي لتخفيف آثارها ومساعدة السكان على التعافي.
وفيما تستمر السلطات المغربية في وضع خطة شاملة لإعادة بناء المدينة، تشمل إصلاح المنازل المتضررة وترميم الطرق والجسور، يجري أيضا العمل على تطوير أنظمة تصريف المياه لمنع تكرار هذه الفيضانات مستقبلا. كما تولي الحكومة اهتماما لتعزيز آليات الإنذار المبكر وتدريب فرق الطوارئ على مواجهة الكوارث الطبيعية بسرعة وفعالية أكبر، إلى جانب نشر التوعية بين السكان حول سبل التصرف أثناء الفيضانات والابتعاد عن المناطق الخطرة.
وقد أظهرت هذه الكارثة حجم التضامن المجتمعي، حيث تجمع السكان لمساعدة بعضهم بعضا وتقديم الدعم المادي والمعنوي للمتضررين، مؤكدين على أهمية التخطيط العمراني المستدام والوقاية من الكوارث الطبيعية. ويظل الأمل معقودا على سرعة التعافي واستعادة الحياة الطبيعية في آسفي، مع التركيز على بناء بنية تحتية قوية وبرامج للإنذار المبكر لحماية المواطنين من الكوارث المستقبلية.



