مأساة وفاة طفل برصاصة طائشة خلال رحلة صيد ضواحي طنجة
مأساة وفاة طفل برصاصة طائشة خلال رحلة صيد ضواحي طنجة
في حادثة مأساوية شهدتها منطقة خميس أنجرة لقي طفل مصرعه بعد أن أصيب برصاصة طائشة أطلقها أحد هواة الصيد أثناء ممارسته الصيد برفقة أصدقائه. ووفقًا للمصادر المحلية، كان الشاب يحمل بندقيته ويطارد طائر الحجل في أرض خالية بقرية العين الحمراء، الواقعة بضواحي طنجة، حيث انفلتت إحدى الطلقات وأصابت الطفل البريء الذي كان يتواجد على مقربة من المكان، لتسقطه قتيلاً على الفور.
الطفل الضحية، البالغ من العمر 12 عامًا، كان تلميذًا مجتهدًا يدرس في الصف السادس الابتدائي في المدرسة الفرعية بقرية عين حمراء، وكان يتمتع بسمعة طيبة بين زملائه وأساتذته. وقد تسبب خبر وفاته في صدمة كبيرة داخل المجتمع المحلي، خاصة في أوساط أسرته وأصدقائه، حيث تحولت الأجواء من الهدوء إلى حالة من الحزن والأسى على فقدان طفل لم يكن له أي علاقة بما جرى، ليصبح ضحية حادث عرضي.
وقد تم نقل جثمان الطفل إلى مستودع الأموات بمدينة طنجة من أجل استكمال الإجراءات الطبية والقانونية اللازمة، بينما قامت عائلته بمرافقة الجثمان وسط مشاعر من الألم والحزن العميقين، إذ تُجري الجهات المعنية تحليلاً شاملًا للوقوف على التفاصيل الدقيقة لهذا الحادث الذي أودى بحياة طفل بريء. ويسود الشعور بالصدمة بين السكان الذين لم يستوعبوا بعد تفاصيل هذا المصاب الأليم.
عقب الحادثة، سارع صاحب البندقية بتسليم نفسه للسلطات المحلية، حيث اقتادته عناصر الدرك الملكي إلى مقر السرية ليتم التحقيق معه بشكل دقيق وشامل. وتحت إشراف النيابة العامة المختصة، يخضع الصياد لجلسات استجواب تهدف إلى كشف الظروف التي أدت إلى وقوع هذه الحادثة المأساوية، وأخذ جميع المعطيات المحيطة بها بعين الاعتبار، بدءًا من طريقة حمل البندقية وصولًا إلى خط سير الطلقة الطائشة التي حصدت حياة الطفل.
وقد فتحت السلطات تحقيقًا معمقًا تحت إشراف النيابة العامة لتحديد المسؤوليات والإجراءات القانونية التي يمكن اتخاذها، إذ تشمل عملية التحقيق جوانب تتعلق بمدى التزام الصياد بإجراءات السلامة أثناء استخدام السلاح وتقييم أسباب عدم التحكم في مسار الطلقات بشكل آمن، مما يساهم في حماية أرواح الأبرياء من مخاطر ممارسات الصيد العشوائي.
تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء على أهمية التشدد في مراقبة استخدام الأسلحة أثناء رحلات الصيد، وخاصة تلك التي تتم بالقرب من التجمعات السكنية. وقد ناشد سكان المنطقة بضرورة اتخاذ إجراءات وقائية أكثر صرامة تجاه هذا النوع من الأنشطة، بما فيها فرض مسافات آمنة وإلزام الصيادين باتباع تعليمات صارمة تجنبًا لحدوث كوارث مشابهة، مؤكدين على ضرورة تعزيز التوعية بسلامة الآخرين أثناء ممارسة الهوايات الخطرة، حرصًا على تفادي تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية التي تخلف وراءها آلامًا لا تنسى.