نجاح مبادرة الوسيط لعودة طلبة الطب والصيدلة إلى الدراسة وإنهاء الاحتجاجات بعد تسوية شاملة
نجاح مبادرة الوسيط لعودة طلبة الطب والصيدلة إلى الدراسة وإنهاء الاحتجاجات بعد تسوية شاملة
أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين ميداوي، عن الجهود المبذولة من طرف الوزارة لتطبيق التسوية التي تم التوصل إليها لحل أزمة طلبة كليات الطب والصيدلة في المغرب، إذ أكد أمام مجلس النواب أن الوزارة تعمل بجدية على تفعيل هذه التسوية بأسرع وقت ممكن، لضمان استفادة الطلبة من استئناف دراستهم في أفضل الظروف، كما أشار إلى أن تحقيق هذا الهدف يعكس حرص الوزارة على إنجاز عملية الإصلاح بتعاون مع كل الأطراف المعنية، ما يساهم في تجاوز العراقيل التي واجهت المسار الأكاديمي للطلبة طوال الشهور الماضية.
وفي سياق متصل، أعرب الوزير ميداوي عن تقديره للجهود التي بذلتها مختلف الجهات الرسمية والشركاء من أجل الوصول إلى هذا الاتفاق، والذي كان ثمرة لسلسلة من اللقاءات والنقاشات بين ممثلي الوزارة وطلبة الطب والصيدلة، مشيرًا إلى أن هذه المساعي الحثيثة ساهمت في طي هذا الملف الشائك وخلق مناخ من الاستقرار الذي يساعد الطلبة على التركيز في دراستهم ومواصلة مسارهم الأكاديمي دون اضطرابات.
من جانب آخر، أعلنت مؤسسة وسيط المملكة، الجمعة الماضي، نجاح مبادرة التسوية التي قادتها بين وزارة التعليم العالي وطلبة كليات الطب والصيدلة، ونتج عن هذه المبادرة عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة واستئنافهم التداريب السريرية، مما أنهى الاحتجاجات التي دامت أكثر من أحد عشر شهرًا. وقد تم التوصل إلى هذا الاتفاق بفضل الحوار البناء الذي أجرته المؤسسة مع مختلف الأطراف المعنية، والذي أتاح فرصة إيجاد أرضية مشتركة تسهم في تلبية مطالب الطلبة من جهة، واستمرار العملية التعليمية بشكل طبيعي من جهة أخرى.
وأوضحت مؤسسة الوسيط، في بيان رسمي، أن هذا الاتفاق يمثل تتويجًا للتعاون المثمر والتنسيق الجيد بين الأطراف المشاركة، إذ عملت المؤسسة على خلق أجواء من الحوار الإيجابي المبني على الثقة وتبادل الآراء والمقترحات، مما أدى إلى تقريب وجهات النظر بين الطلبة والإدارة، كما أوضح البيان أن هذه الجهود أفرزت حلولاً تتماشى مع المتطلبات الدستورية والقانونية، وتساهم في تحقيق توازن عادل وفعّال بين مصلحة الطلبة من جهة واحتياجات العملية التعليمية من جهة أخرى، وهو ما يعكس التزام المؤسسة بدورها كجسر للتواصل وحل النزاعات بطرق سلمية وبناءة.
وتأتي هذه الخطوة المهمة في إطار حرص مؤسسة الوسيط على أداء دورها كجهة مستقلة تعمل لصالح الطلبة والمجتمع، حيث لعبت دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر وتسهيل الحوار بين الإدارة وطلبة الطب، مما أدى إلى تهدئة الأوضاع وتحقيق نتائج إيجابية مستدامة، وقد صرح مسؤولون من المؤسسة أن هذا الإنجاز يمثل خطوة محورية نحو توطيد العلاقة بين الطلبة والمؤسسات التعليمية، ويسهم في إعادة بناء الثقة التي تأثرت سلباً جراء التوترات التي عرفها هذا القطاع خلال الفترة السابقة.
وفي ختام البيان، أكدت المؤسسة على أهمية استمرار التعاون بين الوزارة وممثلي الطلبة لضمان تطبيق البنود المتفق عليها، كما دعت إلى مواصلة الحوار المفتوح كوسيلة لحل القضايا التي قد تظهر في المستقبل، وأشارت إلى أن من مصلحة الجميع الحفاظ على المكتسبات المحققة وتعزيز السلم الأكاديمي، بما يخدم الطلبة ويعزز من مكانة كليات الطب والصيدلة كبيئة تعليمية متوازنة، قادرة على توفير تعليم نوعي وتداريب ميدانية فعالة، تسهم في تكوين أطباء وصيادلة مؤهلين للمساهمة في تطوير القطاع الصحي بالبلاد.