مجتمع

وفاة شاب بداء السعار في قلعة السراغنة تثير القلق وتستنفر السلطات الصحية

وفاة شاب بداء السعار في قلعة السراغنة تثير القلق وتستنفر السلطات الصحية

في حادث مؤلم هز سكان دوار النميرات بجماعة واركي التابعة لإقليم قلعة السراغنة، توفي شاب في مقتبل العمر متأثرًا بمضاعفات داء السعار، بعدما تجاهل أعراض المرض القاتل وظل دون علاج طبي لأسابيع متواصلة. وقد أعادت هذه الواقعة المأساوية إلى الواجهة خطورة هذا الداء الفيروسي وضرورة الوقاية منه في الوقت المناسب.

بدأت تفاصيل الحادث عندما تعرض الشاب، الذي لم يتجاوز العقد الثاني من عمره، لعضة كلب ضال خلال شهر رمضان المنصرم. غير أن الشاب، في خطوة تنم عن قلة الوعي بخطورة الوضع، لم يلجأ إلى المصالح الطبية المختصة، واكتفى بتجاهل الإصابة ظنًّا منه أنها لا تستحق القلق أو المتابعة الصحية. لم يكن يدري أن إهماله للعلاج سيقوده إلى مصير مأساوي لم يكن بالحسبان.

مع مرور الأيام، بدأت تظهر على الضحية أعراض صحية غير مألوفة، إذ اشتكى من صعوبات حادة في التنفس، تزامنت مع حالات متكررة من الذعر والتوتر النفسي. تفاقم الوضع الصحي للشاب في ظرف وجيز، وأصبح يشعر برهبة شديدة تجاه المياه، وهي من أبرز العلامات المعروفة في المراحل المتقدمة من الإصابة بداء السعار. لم تنفع جهود الأطباء في إنقاذ حياته بعدما بلغ المرض مراحل متقدمة يستحيل فيها العلاج.

في أعقاب هذه الفاجعة، تحركت السلطات المحلية بسرعة بالتنسيق مع رجال الدرك الملكي والقوات المساعدة، حيث أطلقت حملة صحية استباقية شاملة في دوار النميرات. وشملت الحملة تلقيح أفراد أسرة الشاب الراحل وكل الأشخاص الذين كانوا على تواصل مباشر معه، بالإضافة إلى إجراء تحاليل وفحوصات طبية احترازية للمشتبه في تعرضهم لأي عدوى محتملة. وتهدف هذه الإجراءات إلى الحد من انتشار الفيروس في المنطقة وتفادي تكرار هذه الحوادث مستقبلاً.

ويُصنف داء السعار ضمن أخطر الأمراض الفيروسية التي تصيب الجهاز العصبي للإنسان، إذ يتسبب في التهابات حادة وقاتلة إذا لم يُعالج في الوقت المناسب. وقد أكدت وزارة الصحة مرارًا على ضرورة تلقي اللقاح المضاد بشكل فوري عقب التعرض لعضة كلب أو أي حيوان مشبوه، نظرًا لأن أي تأخير قد يكون كافيًا لتطور المرض إلى مرحلة يصعب معها التدخل الطبي. وتبقى الوقاية والوعي الصحي من الوسائل الأكثر فعالية لمجابهة هذا الداء.

إن هذا الحادث المؤلم يسلط الضوء على أهمية التحسيس بخطورة السعار، خاصة في المناطق القروية التي تعرف تواجداً لعدد كبير من الكلاب الضالة، حيث تفتقر فئات واسعة من المواطنين للمعلومات الكافية حول طرق الوقاية والتعامل السريع مع مثل هذه الإصابات. وتدعو هذه الواقعة جميع الهيئات الصحية والمدنية إلى مضاعفة جهود التوعية والتحسيس بأهمية اللقاحات الوقائية والتدخل المبكر في حالات الخطر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى