التحقيقات تكشف تفاصيل وفــ..ــاة رضيعين داخل حضانة منزلية تفتقر للشروط الصحية

التحقيقات تكشف تفاصيل وفــ..ــاة رضيعين داخل حضانة منزلية تفتقر للشروط الصحية
في مشهد صادم هزّ منطقة الحي الحسني بالدار البيضاء، شرعت عناصر الشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة، في فتح تحقيق دقيق وشامل، يهدف إلى كشف الملابسات المرتبطة بوفا..ة رضيعين كانا تحت رعاية امرأة تبلغ من العمر 54 سنة، تدير حضانة داخل منزلها من دون ترخيص رسمي ومن دون توفير الظروف الصحية المناسبة للأطفال.
وفي إطار التحريات الأولية التي أجرتها المصالح الأمنية، تبين أن الرضيع الأول لم يتجاوز عمره ثمانية أشهر، بينما كان الثاني في سنته الثانية، وقد تم نقلهما في وضعية حرجة إلى قسم المستعجلات بالمستشفى المحلي، إلا أن محاولات الطاقم الطبي لم تفلح في إنقاذ حياتهما، إذ ل..فظا أنفاسهما الأخيرة داخل المؤسسة الصحية متأثرين بمضاعفات صحية خطيرة يُشتبه في أنها نتيجة مباشرة للإهمال وسوء ظروف الحضانة.
كما أوضحت المعلومات الأولية المستقاة من الأبحاث أن السيدة التي كانت تشرف على الحضانة تقوم بتربية عدد من الأطفال داخل منزلها الخاص، مقابل مبلغ مالي تؤديه أسرهم شهريًا، غير أن هذا النشاط كان يتم في بيئة تنعدم فيها أدنى الشروط الصحية المطلوبة لرعاية فئة عمرية حساسة كالرضع، حيث لوحظ غياب التجهيزات الأساسية والنظافة العامة وعدم توفر المعرفة الطبية الضرورية للتعامل مع الحالات الصحية الطارئة.
وبناء على هذه المعطيات المقلقة، تم اتخاذ قرار بنقل باقي الأطفال الموجودين تحت رعاية السيدة إلى المستشفى ذاته، قصد إخضاعهم لفحوصات طبية دقيقة، بعد ظهور مؤشرات مرضية على بعضهم، ما زاد من تعقيد الوضع ورفع من مستوى القلق لدى الأهالي والسلطات على حد سواء، خاصة في ظل الشكوك القوية بوجود تأثير مباشر للظروف المحيطة بالحضانة على الحالة الصحية للأطفال.
ومن جهة أخرى، أمرت النيابة العامة بإيداع جثتي الرضيعين بمستودع الأموات التابع للمستشفى، وذلك لإجراء تشريح طبي شامل ودقيق، من شأنه أن يحدد الأسباب العلمية الحقيقية وراء الوفاة، ويسهم في توضيح ما إذا كانت ناجمة عن إهمال بشري أو عن ظروف بيئية وصحية سيئة، الأمر الذي سيكون له تأثير مباشر على تحديد المسؤوليات وترتيب الآثار القانونية.
ولا تزال مصالح الشرطة القضائية تباشر تحقيقاتها في هذا الملف الحساس، حيث يتم الاستماع إلى إفادات الشهود وأولياء الأمور، وجمع الأدلة والمعطيات التي قد تسلط الضوء على سير عمل هذه الحضانة غير القانونية، إضافة إلى التدقيق في مدى تقصير الجهات المعنية في مراقبة مثل هذه الأنشطة التي قد تشكل خطرًا حقيقيًا على صحة وسلامة الأطفال.
ويعكس هذا الحادث المؤلم حجم التحديات التي تواجهها الأسر في تأمين رعاية آمنة ومضمونة لأطفالهم، كما يسلط الضوء على الحاجة الماسة إلى تنظيم ورقابة صارمة لفضاءات الحضانة المنزلية، بما يضمن احترام المعايير القانونية والصحية، ويحمي الأرواح البريئة من الوقوع ضحايا للإهمال أو العشوائية.