مأساة غرق شاب عشريني في مياه ليروشي تعيد النقاش حول سلامة مناطق السباحة الصخرية

مأساة غرق شاب عشريني في مياه ليروشي تعيد النقاش حول سلامة مناطق السباحة الصخرية
شهدت جماعة رأس الماء التابعة لإقليم الناظور حادثًا مؤلمًا حول لحظات المتعة والاستجمام إلى فاجعة، حيث لقي شاب عشريني مصرعه غرقًا في مياه البحر بمنطقة “ليروشي” الصخرية. ووقع الحادث أثناء رحلة ترفيهية قام بها الضحية رفقة أصدقائه، في يوم اعتاد فيه الزوار على الاستمتاع بالطقس الجميل دون أن يدور في أذهانهم أن المشهد قد يتحول إلى مأساة حقيقية.
وفي تفاصيل الواقعة، أفاد شهود عيان أن الشاب الذي ينحدر من مدينة بركان، كان يسبح وسط مياه البحر إلى جانب عدد من رفاقه، قبل أن يختفي فجأة عن الأنظار وسط الأمواج، دون أن يتمكن أي من الحاضرين من إنقاذه. وسادت حالة من الهلع والذهول بين أصدقائه والمصطافين، خصوصًا مع تعذر تحديد موقعه بدقة داخل المنطقة الصخرية التي تعرف بوعورتها وعمق مياهها.
وفور انتشار الخبر، تحركت السلطات المحلية بسرعة إلى عين المكان، حيث التحقت عناصر الوقاية المدنية والدرك الملكي بالموقع، وشرعت في عمليات تمشيط مكثفة باستخدام المعدات اللازمة للبحث تحت الماء. واستمرت عمليات البحث لساعات قبل أن يتم انتشال جثة الشاب، وسط أجواء من الحزن والأسى التي خيمت على الحاضرين وعائلة الفقيد التي هرعت إلى المكان فور علمها بالخبر.
ويأتي هذا الحادث ليعيد إلى الواجهة التحذيرات المتكررة التي يطلقها نشطاء المجتمع المدني والسلطات حول خطورة السباحة في المناطق الصخرية التي تفتقر إلى وسائل الحماية والمراقبة. فرغم جمال هذه المناطق الطبيعي وجاذبيتها خلال أيام الحر، إلا أنها تظل بيئات خطيرة بالنسبة للمصطافين الذين يجهلون طبيعتها أو يتهاونون بشروط السلامة.
كما يسلط هذا الحادث الضوء مجددًا على الحاجة إلى تعزيز وسائل الإنقاذ والإرشاد في مثل هذه المواقع، وتكثيف حملات التوعية الموجهة إلى الشباب والمصطافين من أجل تفادي المزيد من المآسي. فغياب مراكز مراقبة دائمة وفرق إنقاذ قريبة، إلى جانب عدم وجود لافتات تحذيرية واضحة، كلها عوامل تزيد من خطورة مثل هذه المواقع البحرية.
ويطالب سكان المنطقة والزوار بضرورة تدخل الجهات المعنية بشكل عاجل لوضع حد لهذه الحوادث المتكررة، من خلال تجهيز المواقع الصخرية ذات الإقبال المرتفع بشروط السلامة الأساسية مثل الحواجز، واللافتات التحذيرية، والمراقبين، خاصة خلال فصل الصيف. فمثل هذه الخطوات قادرة على الحد من الحوادث وضمان سلامة المواطنين والزوار.
ويبقى الأمل معقودًا على وعي المواطنين وتفاعل السلطات المحلية مع هذا النوع من الحوادث، من أجل توفير بيئة آمنة للترفيه والاستجمام، تضمن الحفاظ على الأرواح وتمنع تكرار مشاهد الفقد والألم التي تترك أثرًا بالغًا في النفوس.