مجتمع

مبادرة إنسانية متميزة من مؤسسة الأمن الوطني في وداع الحجاج المنتسبين إليها

مبادرة إنسانية متميزة من مؤسسة الأمن الوطني في وداع الحجاج المنتسبين إليها

في مشهد يعكس الروح التضامنية والبعد الإنساني المتجذر داخل مؤسسة الأمن الوطني، قام عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، صباح الثلاثاء 20 ماي 2025، باستقبال خاص للحجاج من عناصر الأمن الذين يستعدون لأداء مناسك الحج هذا العام. وتحوّل هذا اللقاء إلى لحظة وجدانية زاخرة بالدعم والرعاية، أكدت مرة أخرى على مدى الاهتمام الذي توليه المؤسسة لأفرادها في مختلف المحطات الحياتية.

وقد بلغ عدد المستفيدين من هذا البرنامج لهذه السنة 286 فرداً، بينهم من حصلوا على تغطية كاملة لمصاريف الحج، في حين استفاد آخرون من دعم جزئي وفّرته مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية. ولعل أبرز ما ميز هذه الدورة هو إدماج فئات لطالما عانت من التهميش، حيث تم تمكين 31 أرملة و41 متقاعداً من أداء الفريضة في ظروف مريحة وبتمويل كامل، فيما نال غيرهم مساعدات جزئية دعماً لمشاركتهم الروحية.

المبادرة لم تقتصر على الجانب المالي أو التنظيمي فحسب، بل اتخذت بُعداً رمزياً عميقاً من خلال كلمة ألقاها الحموشي أمام المستفيدين، مشدداً فيها على أهمية “الأمن الروحي” كركيزة أساسية ضمن التصور الاجتماعي للمؤسسة. وهو تعبير نادر في قاموس العمل الأمني، لكنه هنا يكتسب دلالة قوية، تعكس التوازن بين الانضباط المهني والرعاية الإنسانية التي تحتضن جميع مكونات الجهاز الأمني.

ولإضفاء مزيد من المساندة على هذا العمل النبيل، قدم الحموشي دعماً مالياً استثنائياً للمستفيدين، تأكيداً منه على التزامه الشخصي وتحمّله للمسؤولية المؤسسية تجاه منسوبي الأمن. كما دعا الحجاج إلى الابتهال بالأمن والاستقرار للبلاد، والتضرع بالصحة والعافية للملك، ليكون هذا الوداع محطة تفيض بالدعاء والتآزر الوطني.

هذا التوجه الإنساني يعكس التحول النوعي الذي يعرفه قطاع الأمن الوطني، حيث أصبح الاهتمام بالعنصر البشري أولوية واضحة، تُعبّر عنها مثل هذه المبادرات المتكررة. فالأمر لم يعد مجرد تنظيم إداري، بل تجربة اجتماعية متكاملة تُرسخ مبدأ “الإنسان في المقام الأول”، داخل قطاع يرتكز عادة على الحزم والانضباط الصارم.

ومن خلال هذه اللحظة الرمزية التي جمعت المسؤول الأول عن الأمن الوطني بحجاج المؤسسة، تتأكد مرة أخرى متانة الروابط التي تجمع بين المؤسسة ومنسوبيها، في صورة تُجسد الوفاء المتبادل والانتماء العميق، وتجعل من توديع الحجاج حدثاً إنسانياً ذا بعد خاص، يرسخ قيم التكافل داخل منظومة العمل الأمني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى