تحديات السدود تكشف أزمة الموارد المائية في المغرب

تحديات السدود تكشف أزمة الموارد المائية في المغرب
تظهر أحدث الإحصائيات حول وضعية السدود في المغرب تباينا ملحوظا في نسب الملء بين مختلف الأحواض المائية، حيث بلغ المخزون الإجمالي 5517 مليون متر مكعب بنسبة ملء لا تتجاوز 32.9%. وتوضح هذه الأرقام، الصادرة عن منصة «الماء ديالنا» التابعة لوزارة التجهيز والماء واللوجستيك، الحاجة الملحة إلى سياسات أكثر فعالية لإدارة الموارد المائية في ظل تسارع التغيرات المناخية.
في المقابل، تسجل بعض الأحواض نسبا مريحة؛ فقد حقق حوض أبي رقراق نسبة ملء بلغت 63.3% بفضل سد سيدي محمد بن عبد الله، بينما سجل حوض اللوكوس 48.2% مدعوما بسدود واد المخازن والشريف الإدريسي وشفشاون. كما برز سد “علال الفاسي” في حوض سبو كأعلى السدود امتلاء على الصعيد الوطني بنسبة 95%، متقدما على سدود المنع سبو وبوهودة.
لكن الصورة ليست مطمئنة في مناطق أخرى، إذ لا تتجاوز نسبة ملء سدود حوض أم الربيع 10.2%، رغم استثناءات محدودة كسد سيدي إدريس وآيت مسعود. أما حوض سوس ماسة فيعاني وضعا أكثر حرجا بنسبة لا تتعدى 18%، فيما سجل حوض ملوية 26% فقط رغم الامتلاء الكامل لسد على واد زا.
هذه الأرقام تعكس بوضوح حجم التحديات التي تواجه المغرب في مجال الأمن المائي، ما يجعل من ترشيد الاستهلاك وتوسيع مشاريع تحلية مياه البحر وتحسين شبكات الري، إلى جانب رفع الوعي المجتمعي بأهمية الاقتصاد في استعمال المياه، خطوات استراتيجية عاجلة لا تحتمل التأجيل.