منتجو الفراولة الإسبانية يضغطون لتأمين قوة عاملة موسمية إضافية من المغرب وأمريكا اللاتينية

تواجه مقاطعة هويلفا الإسبانية، المعروفة بريادتها في إنتاج الفراولة، تحديا متزايدا في تأمين اليد العاملة اللازمة لمواصلة نشاطها الزراعي بكفاءة. هذا النقص في العمالة أصبح مصدر قلق كبير للمنتجين الذين يرون في توفير عمال موسميين من المغرب ودول أمريكا اللاتينية خطوة ضرورية لضمان انتظام موسم الجني المقبل دون أي اضطرابات.

وخلال لقاء موسع جمع ممثلي جمعية منتجي ومصدري الفراولة بالمدير العام للهجرة بوزارة الإدماج والضمان الاجتماعي والهجرة الإسبانية، تم التأكيد على ضرورة إعادة النظر في نظام التوظيف الخارجي المعروف ب “GECCO”، الذي يعتبر أداة رئيسية لجلب العمال الأجانب منذ أكثر من عقدين. وطالب الحاضرون بزيادة الحصص المخصصة للعمال الموسميين بهدف تغطية الطلب المتنامي على الإنتاج.

وأشار المنتجون إلى أن نقص العمالة يهدد مباشرة مكانة الفراولة الإسبانية في الأسواق الأوروبية، حيث يعتمد الإنتاج بشكل كبير على نظام “الهجرة الدائرية”، الذي يتيح للعمال العودة إلى بلدانهم بعد انتهاء الموسم ثم العودة مرة أخرى في العام التالي، ما يضمن استمرارية العمل بكفاءة.

من جهتها، شددت منصة “فريش ويلفا” المتخصصة في القطاع الزراعي على أن الحاجة لعمال إضافيين باتت ملحة لضمان سير موسم الجني في أفضل الظروف. وأوضحت أن استمرار العجز في اليد العاملة قد يترتب عليه خسائر كبيرة في الإنتاج والصادرات، مما يؤثر على الاقتصاد المحلي والعلاقات التجارية مع الأسواق الخارجية.

ويشكل قطاع الفراولة في هويلفا ركيزة أساسية للاقتصاد الفلاحي الإسباني، حيث يوفر آلاف فرص العمل الموسمية ويدعم الصادرات الزراعية بشكل مباشر. وبالنظر إلى التحديات الاجتماعية والاقتصادية الراهنة، فإن تأمين العمال في الوقت المناسب أصبح أولوية قصوى للمنتجين لتفادي أي انقطاع في الإنتاج.

ويعكس هذا الوضع الضغط المستمر على القطاع الزراعي لضمان توازن بين احتياجات الإنتاج والموارد البشرية المتاحة، ما يجعل من زيادة حصص العمال الأجانب خطوة استراتيجية لضمان استدامة القطاع والحفاظ على جودة الفراولة الإسبانية في الأسواق العالمية.