“AgriWater 4.0”: المغرب يقود مسار الزراعة الذكية والمستدامة

“AgriWater 4.0”: المغرب يقود مسار الزراعة الذكية والمستدامة
شهدت مدينة أكادير تنظيم النسخة الأولى من منتدى AgriWater 4.0، وهو حدث وطني متميز يسلط الضوء على الإدارة الذكية للموارد المائية والتحول التكنولوجي في القطاع الزراعي المغربي. جمع المنتدى نخبة من الخبراء والباحثين وصناع القرار وممثلي المؤسسات من مختلف جهات المملكة، للعمل على تطوير زراعة مبتكرة ومرنة وقادرة على تحقيق سيادة غذائية حقيقية.
في كلمته الافتتاحية، شدد هشام الرحيوي الإدريسي، الرئيس المدير العام لمجلة صناعة المغرب، على أهمية تكامل الأرض مع التكنولوجيا والصناعة من أجل مغرب مزدهر ومستدام، مؤكدا أن الماء يمثل مفتاح السيادة الغذائية وصمود الأقاليم. كما أشاد بالدينامية التي تعرفها جهة سوس-ماسة واعتبرها نموذجا ناجحا للاستدامة الزراعية والصناعية.
من جهته، أكد سعيد ضور، رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة سوس-ماسة، أن تدبير الموارد المائية يجب أن ينظر إليه كفرصة للتجديد والابتكار، داعيا إلى تأسيس صناديق وطنية وجهوية لدعم الابتكار المائي، مع وضع التكنولوجيات الذكية في قلب السياسات العمومية للقطاع الزراعي.
تطرقت فعاليات المنتدى إلى مجموعة من المواضيع الحيوية التي تهم مستقبل الزراعة المغربية، بدءا من الزراعة الرقمية والري الذكي، ودور الرقمنة والذكاء الاصطناعي في تحسين الأداء الزراعي، مرورا بالموارد المائية غير التقليدية وسبل التكيف مع التغيرات المناخية، بما يشمل إعادة استخدام المياه العادمة وتحلية مياه البحر، وصولا إلى تعزيز التنافسية الزراعية من خلال التمويل الأخضر ورفع الإنتاجية بطرق مستدامة، وأخيرا البحث والابتكار والتكوين باعتبارها الركائز الأساسية لتحول القطاع، مع التأكيد على ضرورة التكامل بين الجامعات والمقاولات والمؤسسات العمومية.
واتفق المشاركون على أن نجاح التحول الزراعي بالمغرب مرهون بشراكة وثيقة بين الدولة والقطاع الخاص والبحث العلمي، فيما سلط المنتدى الضوء على الدور المحوري لجهة سوس-ماسة، التي تمثل أول جهة زراعية بالمملكة وتسهم بنسبة كبيرة في الناتج الداخلي الخام الفلاحي، وتمتد على مساحة واسعة من الأراضي المسقية. كما تم التأكيد على جهود تحديث أنظمة الري، وتطوير التكوين المهني الزراعي، وجذب الاستثمارات في الصناعات الفلاحية والغذائية، ما يعكس قدرة الجهة على تحويل التحديات المائية إلى فرص للابتكار والتنمية المستدامة.
شكل المنتدى فضاء ديناميا للتفاعل بين الباحثين والمستثمرين ورواد الأعمال وصناع القرار، حيث تم تبادل الحلول المبتكرة وتعزيز التعاون بين المؤسسات العمومية والفاعلين الميدانيين، ما ساهم في بلورة رؤية مندمجة للسيادة المائية الوطنية، مع وضع الابتكار والتكنولوجيا في قلب الاستراتيجية الزراعية. واختتمت فعاليات المنتدى بتأكيد المشاركين على أن الماء ملك للجميع، والحفاظ عليه يشكل ضمانة لمستقبل الأجيال القادمة، لتظل الزراعة المغربية نموذجا مستداما وذكيا في مواجهة تحديات المستقبل.



