المغرب تحت عباءة الثلوج: امتداد رقعة بيضاء تغطي آلاف الكيلومترات وتدعم الموارد المائية والسياحة الجبلية

المغرب تحت عباءة الثلوج: امتداد رقعة بيضاء تغطي آلاف الكيلومترات وتدعم الموارد المائية والسياحة الجبلية
شهدت المملكة المغربية خلال الأيام الأخيرة مشهدا طبيعيا فريدا، حيث غطت الثلوج مساحات شاسعة تجاوزت 41 ألف كيلومتر مربع، لتزين المرتفعات الجبلية بلونها الأبيض الناصع وتخلق أجواء شتوية ساحرة. وقد تركزت التساقطات بشكل كبير على مناطق الأطلس الكبير والأطلس المتوسط، لتشمل امتدادا واسعا من إفران وبني ملال وصولا إلى المناطق الجنوبية القريبة من مراكش وحتى حدود إقليم الرشيدية.
وتأتي هذه الظاهرة الطبيعية نتيجة تفاعل كتل هوائية باردة، مصحوبة باضطرابات جوية متنوعة أثرت على مختلف مناطق المملكة، خاصة تلك المرتفعة عن سطح البحر. وقد أسفرت هذه الأحوال الجوية عن تراكم الثلوج بشكل كثيف في القمم الجبلية، ما أضفى على المشهد جمالا ساحرا وأثر إيجابيا على البيئة المحيطة.
وتشير التقديرات إلى أن هذه التساقطات الثلجية تلعب دورا محوريا في تعزيز الموارد المائية للبلاد، إذ تسهم في رفد السدود بالمياه وزيادة المخزون الاستراتيجي، ما يعزز من قدرة المملكة على مواجهة التحديات المرتبطة بندرة المياه خلال فترات الجفاف. كما تشكل هذه الثلوج فرصة ذهبية لدعم السياحة الجبلية، إذ يجد عشاق الطبيعة والرياضات الشتوية في هذه الظروف مناخا مثاليا للاستمتاع بالأنشطة الثلجية.
كما تؤكد الجهات المختصة أن استمرار هذه الكتل الهوائية الباردة قد يؤدي إلى مزيد من التساقطات في الأيام القادمة، ما يتطلب متابعة دقيقة للحالة الجوية لضمان سلامة السكان والممتلكات، إضافة إلى الاستفادة المثلى من هذه الثروة الطبيعية لتعزيز مختلف القطاعات الاقتصادية المرتبطة بالمياه والسياحة.
ولا يقتصر تأثير هذه الثلوج على الجوانب الاقتصادية فقط، بل يمتد إلى البيئة والأنظمة الإيكولوجية، إذ تساعد على الحفاظ على التوازن الطبيعي للجبال والوديان، وتوفر مداخلا هاما لتغذية المياه الجوفية والمجاري المائية، بما ينعكس إيجابا على الزراعة والحياة اليومية للسكان المحليين.
في الختام، يشكل هذا المشهد الشتوي استعراضا لقوة الطبيعة وعظمتها، مع تذكير بأهمية التهيؤ والاستفادة من الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة، سواء في تعزيز المخزون المائي أو في دعم السياحة الجبلية، لتظل المملكة المغربية مشهورة بجمالها الطبيعي وتنوعها البيئي الذي يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.



