المغرب يتألق على الساحة الكروية العالمية بقفزات تاريخية

المغرب يتألق على الساحة الكروية العالمية بقفزات تاريخية
شهدت كرة القدم المغربية عاما استثنائيا حافلا بالإنجازات القارية والدولية، حيث تمكنت المنتخبات والأندية المغربية من تسجيل أرقام قياسية وإعادة تأكيد مكانة المملكة على خارطة الكرة العالمية. كان هذا العام شاهدا على لحظات فريدة من التألق، من مستوى المنتخبات الوطنية إلى النجاحات الفردية للاعبين المغاربة في أكبر البطولات العالمية.
المنتخب الوطني الأول يسطع بالإنجازات العالمية
قدم المنتخب المغربي الأول مستويات استثنائية لم تشهدها الكرة المغربية من قبل، حيث نجح في تحقيق سلسلة انتصارات تاريخية بلغت 19 مباراة متتالية على الصعيد الدولي، متجاوزا الرقم القياسي السابق للمنتخب الإسباني بين عامي 2008 و2009. لم يقتصر التفوق على ذلك، بل تمكن المنتخب من حجز بطاقة التأهل المبكر لكأس العالم 2026 بعد تصدره مجموعته، ليصبح أول منتخب أفريقي يحقق هذا الإنجاز المبكر. وفي خطوة تاريخية أخرى، استضاف المغرب نهائيات كأس الأمم الإفريقية لأول مرة منذ عقود، ما أعطى الجماهير المغربية طموحا كبيرا لمواصلة النجاحات على الساحة القارية.
التتويج العربي وبروز المواهب المحلية
على المستوى الإقليمي، سجل المغرب حضورا بارزا في كأس العرب التي أقيمت في قطر، حيث توج باللقب للمرة الثانية في تاريخه، معتمدا على مزيج متوازن بين اللاعبين المحليين والمحترفين العرب. هذه البطولة أكدت قدرة الكرة المغربية على المنافسة العربية، كما سلطت الضوء على تطور الأكاديميات المحلية التي أنتجت لاعبين قادرين على حمل الألقاب على الصعيدين العربي والدولي.
نجاحات تاريخية لمنتخبات الشباب والناشئين
شهدت فئات الشباب والناشئين تألقا لافتا، إذ أحرز منتخب تحت 20 عاما لقب كأس العالم للشباب في تشيلي، ليصبح ثاني منتخب أفريقي يحقق هذا الإنجاز بعد غانا، ولتكون هذه أول بطولة عالمية في تاريخ الكرة المغربية على مستوى جميع الفئات العمرية. كما وصل نفس المنتخب إلى نهائي كأس أفريقيا للشباب، وحاز لقب أفضل منتخب وطني في القارة خلال جوائز الاتحاد الإفريقي. ومن جهته، توج منتخب تحت 17 عاما بلقب كأس أفريقيا، وتأهل لدور الثمانية في كأس العالم للناشئين، مسجلا رقما قياسيا بعد فوزه على كاليدونيا الجديدة بنتيجة 16-0، وهو أفضل إنجاز مغربي في هذه الفئة.
المنتخب النسائي يثبت علو كعبه في القارة
واصل المنتخب المغربي النسائي تألقه اللافت، حيث بلغ نهائي كأس الأمم الأفريقية للمرة الثانية على التوالي، قبل أن يحتل المركز الثاني خلف نيجيريا. وقد نالت القائدة غزلان الشباك جائزة أفضل لاعبة أفريقية لعام 2025، لتؤكد مكانة كرة القدم النسائية المغربية على المستوى القاري، وتسلط الضوء على التطور المستمر في دعم الفرق النسائية وبناء جيل جديد من اللاعبات المتميزات.
نجوم المغرب يتألقون على الصعيد الدولي
حصد أشرف حكيمي جائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2025 بعد موسم استثنائي مع باريس سان جيرمان، توج فيه بدوري أبطال أوروبا والدوري والكأس الفرنسية إضافة إلى كأس السوبر الأوروبية. كما حقق أفضل مركز للاعب مغربي في تاريخ جائزة الكرة الذهبية بحلوله سادسا، وشارك ضمن التشكيلة المثالية للفيفا لعام 2025. وفي مجال حراسة المرمى، فاز ياسين بونو، حارس الهلال السعودي، بجائزة أفضل حارس في أفريقيا، ليكون ضمن أفضل خمسة حراس في العالم وفق تصنيف جائزة ياشين، ما يعكس صعود اللاعبين المغاربة على الساحة الدولية.
الأندية المغربية تؤكد الهيمنة القارية
على مستوى الأندية، واصل نهضة بركان تألقه القاري بعد تتويجه بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية للمرة الثالثة في تاريخه، محققا إنجازا استثنائيا بعدما وصل إلى النهائي خمس مرات خلال آخر ست سنوات. وقد أسهم هذا النجاح في تعزيز مكانة الكرة المغربية على مستوى الأندية، ويشكل دليلا على تطور البنية التحتية والتكوين الاحترافي الذي توفره الأندية المغربية للاعبين المحليين والمواهب الصاعدة.
مع هذه الإنجازات، أنهى عام 2025 في كرة القدم المغربية بحصيلة تاريخية، تعكس التطور المستمر لمنظومة اللعبة في المملكة، وتؤكد ريادتها القارية والعالمية، مع التطلع نحو تحقيق مزيد من النجاحات في البطولات القادمة، خصوصا كأس أمم إفريقيا، حيث يبقى الطموح المغربي كبيرا لإضافة مزيد من الإنجازات للأرشيف الرياضي الوطني.



