إطلاق الطريق السيار القاري بين الدار البيضاء والرباط رهان استراتيجي لتعزيز الربط والتنمية

أعلنت الشركة الوطنية للطرق السيارة بالمغرب عن دخولها مرحلة جديدة من العمل الميداني عبر إطلاق ورش بنيوي كبير يتمثل في إنجاز الطريق السيار القاري الرابط بين الدار البيضاء والرباط، وهو مشروع وطني طموح يندرج ضمن رؤية شاملة لتحديث منظومة النقل الطرقي وتعزيز الترابط بين القطبين الاقتصادي والإداري للمملكة. وينتظر أن يشكل هذا المحور إضافة نوعية للشبكة الطرقية، بالنظر إلى أبعاده التقنية والاقتصادية.

ويأتي هذا المشروع استجابة للحركية المتزايدة التي يعرفها المحور الحالي بين المدينتين، حيث أصبح الضغط المروري يشكل تحديا يوميا لمستعملي الطريق. ومن هذا المنطلق، يهدف الطريق السيار القاري إلى تخفيف حدة الاكتظاظ، وتحسين شروط السلامة الطرقية، إلى جانب الرفع من جودة التنقل عبر تقليص زمن الرحلات وتوفير مسار أكثر سلاسة وانسيابية لحركة السير.

وحسب المعطيات المتداولة، فقد جرى توزيع أشغال هذا الورش الكبير على تسعة مقاطع طرقية، أسند إنجازها إلى مجموعة من المقاولات الوطنية والدولية، في إطار شراكات تقنية ومالية تعكس حجم المشروع وتعقيداته. وقد رصدت لهذا الإنجاز اعتمادات مالية ضخمة تقدر بمليارات الدراهم، فيما حددت مدة الأشغال في أفق زمني يمتد لعدة أشهر، بما يسمح باحترام المعايير المعتمدة في مشاريع البنية التحتية الكبرى.

وتشمل مكونات المشروع إنجاز محاور طرقية حديثة وبناء جسور ومنشآت فنية كبرى، من بينها مقاطع تمتد من الطريق المداري للدار البيضاء في اتجاه واد المالح، مع المرور عبر عدد من الأودية مثل نفيفخ والغبار والشراط ويكم. كما يتضمن الورش تشييد قناطر وجسور ذات طابع تقني متقدم، أوكل تنفيذها لشركات متخصصة في الأشغال الكبرى، بما يضمن جودة الإنجاز ومتانة البنيات المشيدة.

ويراهن القائمون على هذا المشروع على إحداث نقلة نوعية في شبكة الطرق السيارة بالمغرب، لما سيتيحه من فرص جديدة لدعم التنمية الاقتصادية، وتحسين الربط بين المجالات الحضرية والقروية، فضلا عن تعزيز جاذبية المحور القاري كمجال استثماري واعد قادر على استقطاب مشاريع تنموية مستقبلية تسهم في خلق الدينامية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة.