المخزون الطاقي في المغرب يكفي لعدة أشهر ويعزز الأمن الطاقي الوطني
المخزون الطاقي في المغرب يكفي لعدة أشهر ويعزز الأمن الطاقي الوطني
أعلنت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي أن مخزون المحروقات في المغرب وصل إلى حوالي 3 ملايين متر مكعب، ما بين المواد البترولية السائلة وغازات البترول المسيلة، إذ تبلغ الكمية من المواد البترولية السائلة حوالي 2.2 مليون متر مكعب، وقد أكدت الوزيرة أن 90% من هذه الكمية مرتبطة بالموانئ المغربية، مما يعزز من سرعة إمداد السوق الوطنية ويعطي المغرب القدرة على التحكم في عمليات التوزيع بشكل فعال ومنظم. أما بالنسبة لغازات البترول المسيلة، فقد أفادت الوزيرة بأن المخزون يبلغ 799 ألف متر مكعب، حيث أن 91% منها كذلك موصولة بالموانئ، مما يوفر مرونة عالية في استيرادها وإدارتها وفقاً لاحتياجات السوق المحلية.
ومن جهة أخرى، أوضحت الوزيرة تفاصيل المخزون الحالي من المواد الطاقية المختلفة، حيث يُعدّ الغازوال مكوناً أساسياً في هذا المخزون بنسبة تصل إلى 53%، بما يعادل 1.6 مليون متر مكعب، وهو يستخدم بشكل واسع في تلبية احتياجات وسائل النقل والصناعة والتدفئة، وبالتالي يشكل الجزء الأكبر من إجمالي المحروقات المخزنة. كما يحتل غاز البوتان المرتبة الثانية، إذ يمثل 25% من حجم المخزون بما يقارب 750 ألف متر مكعب، ويُستخدم غاز البوتان بشكل أساسي في الاستهلاك المنزلي، مما يجعله من المواد التي يجب ضمان توفرها بكميات كافية نظراً لأهميته في الحياة اليومية للمواطنين.
أما بالنسبة للبنزين الممتاز، فقد ذكرت الوزيرة أنه يشكل نسبة 9% من المخزون الكلي، بما يقارب 288 ألف متر مكعب، ويليه الفيول بنسبة 6% والذي يبلغ حجمه 196 ألف متر مكعب، حيث يُستخدم البنزين في السيارات ووسائل النقل الأخرى، بينما يُعتبر الفيول مكوناً أساسياً للصناعة الثقيلة ومحطات توليد الكهرباء، مما يجعله ذا أهمية كبيرة في تأمين احتياجات القطاع الصناعي والطاقي. إضافة إلى ذلك، يضم المخزون وقود الطائرات بنسبة 5%، والذي يقدر بحوالي 138 ألف متر مكعب، ويُعد ضرورياً لقطاع الطيران، ويأتي في نهاية القائمة غاز البروبان بنسبة 2% بما يقارب 48 ألف متر مكعب، حيث يستخدم البروبان في بعض التطبيقات الصناعية والمنزلية التي تتطلب طاقة حرارة عالية.
وأشارت بنعلي إلى أن الكميات المخزنة الحالية من المواد البترولية تكفي لفترة طويلة من الزمن، إذ يُقدر مخزون البنزين الممتاز مثلاً بأنه يكفي لتغطية احتياجات السوق لمدة تصل إلى 109 أيام، وهو مؤشر قوي على الاستعداد لمواجهة أي اضطرابات في السوق العالمية. أما بالنسبة لمخزون الغازوال، فقد أوضحت الوزيرة أن الكمية المتاحة تكفي لمدة 81 يوماً، مما يضمن استمرارية تزويد القطاع الصناعي والنقل بهذه المادة الحيوية، في حين يكفي مخزون الفيول لـ74 يوماً، ويعتبر هذا المخزون مهماً لضمان استمرارية الإنتاج في المصانع الكبيرة.
أما غاز البوتان الذي يُستخدم على نطاق واسع في المنازل، فقد أفادت الوزيرة بأنه يكفي لفترة تصل إلى 55 يوماً، وهي مدة مهمة نظراً للاستهلاك المتزايد لهذه المادة خصوصاً في فصل الشتاء، كما يُغطي مخزون غاز البروبان احتياجات السوق لمدة 33 يوماً، حيث أن هذا الغاز يُستخدم في بعض التطبيقات الصناعية.
ويعكس هذا التخزين الاستراتيجي للمحروقات في المغرب الرؤية المتبصرة لتعزيز الأمن الطاقي الوطني، حيث يضمن توافر الاحتياجات الطاقية الضرورية على المدى القريب والمتوسط، ويعمل على تفادي الأزمات الناتجة عن تقلبات السوق الدولية، ويدعم الاقتصاد الوطني من خلال تأمين استمرار الإنتاج والتوزيع بشكل منتظم ومستقر.