مال و أعمال

المغرب يحقق قفزة نوعية في مجال الطاقة النظيفة بتمويل أوروبي كبير

المغرب يحقق قفزة نوعية في مجال الطاقة النظيفة بتمويل أوروبي كبير

أعلن المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب عن الحصول على دعم مالي جديد بقيمة 300 مليون أورو، مقدم من البنك الأوروبي للاستثمار والبنك الألماني للتنمية، بدعم مباشر من الاتحاد الأوروبي، في إطار تعزيز البنية التحتية الكهربائية بالمغرب وتوجيهه نحو اعتماد مصادر طاقة متجددة ومستدامة.

وجاءت هذه المبادرة عقب زيارة رفيعة المستوى إلى محطة “جبل الحديد” الريحية بالصويرة، حيث تم إبراز المشاريع الطموحة التي ينفذها المغرب في قطاع الطاقات المتجددة، والتي تهدف إلى تحقيق تحول جذري في منظومة الطاقة الوطنية.

يركز التمويل على تطوير شبكة نقل الكهرباء على طول أكثر من 700 كيلومتر، بهدف رفع طاقتها الاستيعابية إلى 1850 ميغا فولط أمبير، ودعم إدماج المزيد من المصادر المتجددة، مما يعزز من مرونة الشبكة وكفاءتها في مواجهة الطلب المتزايد.

تأتي هذه الخطوة ضمن خطة استراتيجية يشرف عليها المكتب الوطني للكهرباء، الذي يخطط لاستثمار 220 مليار درهم بحلول عام 2030، مع تخصيص 177 مليار درهم لتحديث قطاع الكهرباء وتنميته، وذلك عبر زيادة قدرة الطاقات المتجددة بـ 12.5 جيغاواط، إضافة إلى إنجاز طريق كهربائي سريع بطول 1400 كيلومتر يربط بين جنوب ووسط المملكة.

وتجسد محطة “جبل الحديد”، التي انطلقت في أكتوبر 2024 بطاقة إنتاجية تبلغ 270 ميغاواط، نموذجًا واضحًا لهذا التوجه الطاقي، إذ توفر كهرباء نظيفة تغطي احتياجات أكثر من مليون نسمة، كما تسهم بشكل فاعل في تقليل الانبعاثات الكربونية بحوالي 390 ألف طن سنويًا.

وتندرج هذه الإنجازات في إطار “الشراكة الخضراء” التي تجمع المغرب بالاتحاد الأوروبي منذ أكتوبر 2022، والتي تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية، وتنمية سوق كهرباء متكاملة وقريبة من الأسواق الأوروبية، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون والتنمية في المنطقة.

وأشار المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، طارق حمان، إلى أن هذا التمويل يعكس ثقة الشركاء الأوروبيين في المسار الذي يسلكه المغرب، مؤكداً أن المملكة بقيادة الملك محمد السادس تواصل تعزيز مكانتها كمنصة إقليمية رائدة في مجال الطاقات المتجددة.

وأثنت بعثات الاتحاد الأوروبي وألمانيا والبنك الأوروبي للاستثمار على الجهود المغربية، معتبرة أن هذه الشراكات تشكل مثالاً ناجحًا للتعاون الدولي في مواجهة تحديات التغير المناخي، وتعزز فرص التنمية المستدامة في المنطقة ككل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى