تحديث النقل الحضري في المغرب: دفعة جديدة من الحافلات الذكية تعزز أساطيل المدن الكبرى

شهدت المدن المغربية خطوة نوعية في تطوير النقل الحضري، مع وصول دفعة جديدة من الحافلات الذكية، في إطار المرحلة الأولى من البرنامج الوطني لتحديث النقل العمومي للفترة 2025-2029. ويهدف هذا البرنامج إلى تحسين جودة التنقل في مختلف التجمعات الحضرية، من خلال تجهيز الأساطيل بحافلات حديثة ومزودة بتقنيات ذكية تلبي احتياجات المواطنين وتساهم في تنظيم حركة المرور بكفاءة أكبر.

وتوزعت الحافلات الجديدة على عدة مدن كبرى، حيث استلمت مراكش 49 حافلة، وأكادير 40، وطنجة 56، وتطوان 68، وبنسليمان 44، ضمن خطة وطنية شاملة تهدف إلى تغطية جميع التجمعات الحضرية بأسطول متطور وموحد يواكب معايير النقل الحديثة. وتعكس هذه الخطوة الالتزام الحكومي بتطوير البنية التحتية للنقل العمومي وتعزيز قدرات المدن على تلبية الطلب المتزايد على خدمات التنقل.

وأوضح عبد العزيز فارس، المدير العام لشركة التنمية المحلية “مراكش موبيليتي”، أن هذه العملية تأتي ضمن نموذج جديد لعقود التدبير المفوض التي تشرف عليها وزارة الداخلية، موضحا أن مراكش ستتسلم قريبا دفعة إضافية تضم 97 حافلة، ما سيرفع العدد الإجمالي إلى 207 حافلات في المدينة مع بداية الشهر المقبل. وأكد أن هذا التوسع سيتيح تحسين تغطية الشبكة الحضرية وضمان وصول أكثر سلاسة للمواطنين إلى مختلف الوجهات.

وتتميز الحافلات الجديدة بتجهيزات تقنية متطورة، تشمل أنظمة تتبع حركة النقل لحظة بلحظة، ما يمكن المستعملين من الاطلاع على مواعيد مرور الحافلات بدقة، بالإضافة إلى إمكانية اقتناء التذاكر إلكترونيا عبر تطبيقات رقمية أو شبابيك بيع أو مواقع إلكترونية. هذه الإمكانيات الرقمية تعزز راحة المستخدمين وتسهم في تسريع حركة النقل وتقليل الازدحام في المراكز الحضرية.

ويبلغ حجم الاستثمار في هذا البرنامج حوالي 11 مليار درهم، ويستفيد منه 84 مدينة وتجمعا حضريا عبر 37 سلطة مفوضة، مع اقتناء ما يقارب 3800 حافلة جديدة مزودة بأنظمة ذكية مساعدة وإعلامية. ويأتي هذا المشروع في إطار رؤية وطنية تهدف إلى إرساء حكامة حديثة للنقل المستدام، بما يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية لتطوير النقل العمومي وتحسين جودة الحياة في المدن المغربية.

يعد هذا البرنامج خطوة استراتيجية نحو بناء شبكة نقل حضري متكاملة، توفر وسائل نقل عصرية وآمنة وفعالة، وتواكب التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها المدن المغربية. ويعكس اعتماد الحافلات الذكية التوجه نحو دمج التكنولوجيا في حياة المواطنين اليومية، بما يسهم في تعزيز الاستدامة وتقليل الاعتماد على وسائل النقل التقليدية، كما يفتح المجال أمام تطوير حلول نقل مبتكرة مستقبلية تتناسب مع تحديات النمو السكاني والتحضر المستمر.