الأمير مولاي الحسن يفتتح ملتقى الفلاحة بمكناس في دورته السابعة عشرة

الأمير مولاي الحسن يفتتح ملتقى الفلاحة بمكناس في دورته السابعة عشرة
في حدث وطني بارز، تميزت مدينة مكناس باحتضانها لحفل افتتاح الدورة السابعة عشرة من الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب، بحضور ولي العهد الأمير مولاي الحسن، الذي ترأس هذا الموعد الهام المنظم تحت شعار يحمل دلالات قوية: “الفلاحة والعالم القروي: الماء في قلب التنمية المستدامة”. ويبرز هذا الافتتاح الحضور الفعلي للمؤسسة الملكية في دعم القضايا الكبرى، وعلى رأسها القطاع الفلاحي الذي يشكل حجر الزاوية في التنمية الوطنية.
وتندرج هذه المشاركة الملكية في إطار رؤية شاملة يكرسها الملك محمد السادس، الذي ما فتئ يؤكد في خطاباته وتوجهاته الاستراتيجية على مركزية الفلاحة في الاقتصاد الوطني، وذلك لما لها من دور جوهري في ضمان الأمن الغذائي، وتحقيق التوازن المجالي، ومواكبة التحديات البيئية التي تعرفها الساحة الدولية، خصوصًا ما يتعلق بأزمة المياه وتغير المناخ.
وفي مشهد يعكس المكانة الخاصة للملتقى على المستويين الوطني والدولي، استقبل ولي العهد لدى وصوله إلى فضاء صهريج السواني استقبالا رسميا، حيث قدمت له شخصيات وازنة تنتمي لمجالات متعددة، من بينها كبار المسؤولين الحكوميين، والفاعلين في الحقل الفلاحي، وممثلو المؤسسات الوطنية والجهوية والدولية ذات العلاقة بالقطاع، مما أضفى على الزيارة طابعًا بروتوكوليًا ودبلوماسيًا يعزز إشعاع المملكة.
كما عرف الحفل حضور الوزير الفرنسي المنتدب المكلف بالشؤون الخارجية والأوروبية، في إطار اختيار فرنسا كضيف شرف لهذه الدورة، إلى جانب تمثيلية واسعة لأكثر من سبعين دولة مشاركة، بما فيها شخصيات بارزة من منظمات دولية وإقليمية، مما ساهم في تحويل الملتقى إلى منصة عالمية لتبادل الرؤى حول مستقبل الفلاحة والماء والتنمية.
وقد قام ولي العهد بجولة شاملة لأروقة الملتقى، حيث اطلع عن قرب على أحدث الابتكارات المرتبطة بالتقنيات الفلاحية الحديثة، ومجالات الري الذكي، والفلاحة المستدامة، بالإضافة إلى التقنيات الرقمية الموجهة للقطاع، والصناعات التحويلية الغذائية، كما التقى برؤساء مجالس الجهات المغربية، والتُقطت له صورة جماعية معهم، تأكيدًا على البعد الجهوي والتنموي لهذا الحدث الكبير الذي يمتد على مساحة تبلغ 12.4 هكتار.
وتؤكد الأرقام القياسية لهذه الدورة الدينامية المتنامية للقطاع الفلاحي، إذ بلغ عدد العارضين أكثر من 1500 مشارك من داخل المغرب وخارجه، ما يدل على الاهتمام المتزايد بهذا المجال الاستراتيجي، وعلى عمق الروابط التي أصبحت تجمع بين المغرب وشركائه الدوليين، سواء في ما يتعلق بنقل الخبرات أو الاستثمار في مشاريع زراعية مستدامة.
ويُنتظر أن يشهد الملتقى تنظيم عدد كبير من الندوات واللقاءات الفكرية، من خلال موائد مستديرة تجمع نخبة من الباحثين والمختصين وصناع القرار، بهدف فتح نقاش علمي معمق حول التحولات الفلاحية، وإبراز أهمية الابتكار في التكيف مع التغيرات المناخية، وتحقيق السيادة الغذائية، والدفع بنموذج زراعي مغربي أكثر مرونة وشمولًا واستدامة.