المغرب يعزز قطاع النقل السككي ويواكب الاستعدادات العالمية بكفاءة عالية

يسعى المغرب إلى تعزيز بنيته التحتية في مجال النقل، مع التركيز على تحديث منظومة السكك الحديدية والطرق، استعدادا لمواكبة التحديات الدولية الكبرى. في هذا الإطار، كشف المسؤولون عن خطة شاملة تهدف إلى تطوير أسطول القطارات وتحديث البنية التحتية للنقل، بما يعكس التزام المملكة بتقديم خدمات نقل عالية الجودة ومستدامة.

وأشار الوزير المسؤول إلى أن البرنامج يشمل تحديث ما يقارب 350 عربة ركاب، إضافة إلى اقتناء 60 عربة حديثة بالكامل، وشراء 30 قاطرة مزودة بأنظمة توليد كهرباء متقدمة بقدرة 380 فولت. ويأتي هذا التوجه ضمن جهود استراتيجية لتعزيز قدرة النقل السككي على تلبية الطلب المتزايد وضمان تجربة سفر مريحة وفعالة للمواطنين والزوار على حد سواء.

كما كشف المسؤول أن المكتب الوطني للسكك الحديدية يعمل على اقتناء 168 قطارا جديدا، منها مجموعة متميزة من القطارات فائقة السرعة، لتعزيز شبكة النقل بين المدن الكبرى وتسهيل التنقل بكفاءة عالية. وتأتي هذه الخطوة ضمن استعدادات المملكة لاستضافة مجموعة من الفعاليات الدولية الكبرى، بما فيها البطولات الرياضية العالمية، مما يعكس طموح المغرب في تقديم بنية تحتية متقدمة ومنافسة على المستوى الدولي.

على صعيد السلامة الطرقية، شدد المسؤول على الدور الحيوي للوكالة الوطنية للسلامة الطرقية في تنسيق جهود مختلف الجهات المعنية، بما يشمل الدرك الملكي، الأمن الوطني، الوقاية المدنية، ووزارات الداخلية والصحة. وتعتمد هذه المنظومة على استراتيجية متكاملة تهدف إلى تقليص الحوادث والحفاظ على الأرواح، وقد أسفرت الجهود المتواصلة عن انخفاض معدل الوفيات الناتجة عن حوادث السير بنسبة ملحوظة، رغم تسجيل ارتفاع لافت في حوادث الدراجات النارية، ما يستدعي استمرار حملات التوعية وتحسين إجراءات السلامة.

فيما يخص نقل العمال والركاب، أكد المسؤول أن القطاع يخضع لإطار قانوني منظم، وأن وزارته بالتعاون مع وزارة الداخلية تعمل على إعداد دراسة ميدانية دقيقة لأحواض التنقل. وتهدف هذه الدراسة إلى تحديد الحجم الفعلي لأساطيل نقل الأشخاص والبضائع، بما يضمن تنظيم حركة المرور وتحسين كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين. وسيتم قريبا عرض نتائج هذه الدراسة ومناقشتها لإقرار السياسات والخطط المستقبلية.

تعكس هذه الخطوات التزام المغرب بالارتقاء بمنظومة النقل بشكل شامل، مع التركيز على التطوير التكنولوجي، وتعزيز السلامة، وتحسين تجربة المسافرين. كما تجسد الرؤية المستقبلية للمملكة في الاستثمار المستدام والجاهزية لاستقبال الفعاليات الدولية، بما يضع المغرب في مصاف الدول الرائدة في مجال النقل والبنية التحتية.

وفي الختام، يظهر التوجه الوطني بوضوح في تعزيز كفاءة النقل، سواء على مستوى السكك الحديدية أو الطرقية، مع الحرص على سلامة الركاب وتطوير أساطيل حديثة ومتقدمة. ويؤكد هذا المسار الطموح على قدرة المغرب على مواجهة التحديات الكبرى وتقديم نموذج متكامل للنقل العصري يواكب التطورات العالمية.