مشروع طريق جديدة يعزز الربط والتكامل التنموي بين إقليمي تازة وتاونات

في سياق المبادرات التنموية التي تهدف إلى تحسين واقع البنية التحتية بالمناطق الجبلية، شهدت جهة مقدمة الريف انطلاق الأشغال الفعلية لبناء طريق استراتيجية جديدة. هذه الطريق ستربط بين جماعة كاف الغار الواقعة ضمن النفوذ الترابي لإقليم تازة، وجماعة بني وليد التابعة لإقليم تاونات، مرورا بكل من خروبة اجراوة ودوار المحامدة، مما يمنح هذا المشروع بعدا جهويا مهما يتجاوز الإطار المحلي.

ويأتي هذا الورش الطرقي الكبير ضمن مشروع التنمية القروية المندمج الخاص بالمجالات الجبلية، وهو برنامج طموح يهدف بالأساس إلى فك العزلة عن الساكنة وتحسين شروط التنقل اليومي للمواطنين، خاصة في ظل التحديات الجغرافية والمناخية التي تعرفها المنطقة. كما يعكس المشروع التوجه نحو الاستثمار في البنيات الأساسية التي تعتبر رافعة لأي تحول اجتماعي واقتصادي.

ويشمل الجزء الأول من هذه الطريق مسافة تقدر بسبعة كيلومترات تربط بين خروبة اجراوة ودوار المهريين، في حين يتضمن الشطر الثاني توسعة إضافية بنفس الطول ستصل إلى دوار المحامدة بجماعة بني وليد. ويؤسس هذا الربط المتسلسل لمسار من الاندماج الترابي الذي يسهل التواصل بين السكان ويزيد من فرص التفاعل الاقتصادي والتجاري بين الإقليمين.

وتزداد أهمية هذا المشروع الطرقي نظرا للدور المحوري الذي تلعبه جماعة كاف الغار كمركز إداري يخدم فئة واسعة من ساكنة تاونات، حيث يقصدها العديد من المواطنين من أجل قضاء مصالحهم الإدارية. وبالتالي فإن الطريق المزمع إنجازها ستختصر المسافات وتُيسر الولوج إلى الخدمات العمومية، مما ينعكس إيجابا على جودة حياة المواطنين.

ويعكس هذا الإنجاز التنسيقي بين إقليمي تازة وتاونات روح التعاون المؤسساتي والعمل المشترك الذي يضع مصلحة المواطن في صلب الاهتمام، خاصة في المناطق التي كانت تعاني من الإقصاء الجغرافي. كما يتماشى مع السياسات العمومية الرامية إلى تحقيق العدالة المجالية وتوزيع فرص التنمية بشكل متوازن.

ويمكن اعتبار هذا المشروع خطوة أولى نحو رؤية شاملة للتنمية المستدامة في المنطقة، بالنظر إلى ما يحمله من أبعاد اقتصادية واجتماعية وبيئية. فبالإضافة إلى تسهيل حركة الأفراد والبضائع، من المرتقب أن يساهم في فتح المجال أمام استثمارات محلية جديدة وتحفيز الأنشطة الاقتصادية الصغيرة والمتوسطة، وهو ما ينعكس على فرص التشغيل ومداخيل السكان.