مال و أعمال

صادرات الأفوكادو تعزز مكانة المغرب في الأسواق العالمية بعائدات قياسية وتوسع غير مسبوق

صادرات الأفوكادو تعزز مكانة المغرب في الأسواق العالمية بعائدات قياسية وتوسع غير مسبوق

سجلت صادرات المغرب من فاكهة الأفوكادو قفزة نوعية غير معهودة، بعدما بلغ حجم الشحنات الموجهة إلى الخارج مستويات قياسية، محققة مداخيل مالية كبيرة عززت موقع هذه الفاكهة ضمن أبرز المنتجات الفلاحية التصديرية للمملكة. ويعكس هذا الأداء مسارا تصاعديا متواصلا خلال عدة مواسم، جعل من الأفوكادو رافعة حقيقية لتنويع الصادرات الفلاحية وجلب العملة الصعبة.
وأظهرت المعطيات المتداولة في تقارير متخصصة في تتبع أسواق الخضر والفواكه أن حجم الصادرات تضاعف مقارنة بالموسم السابق، ما منح الأفوكادو موقعا متقدما داخل سلة الفواكه المصدرة، ومكنه من الإسهام بنسبة مهمة من إجمالي مداخيل تصدير الفواكه والتوت. ولم تتفوق عليه من حيث الحجم سوى بعض الأصناف التقليدية ذات الحضور القوي في الأسواق الخارجية، الأمر الذي يؤكد التحول الذي تعرفه بنية الصادرات الفلاحية المغربية.
ويأتي هذا التطور اللافت في سياق يتسم بتحديات بيئية ومناخية متزايدة، أبرزها ندرة الموارد المائية نتيجة توالي سنوات الجفاف. كما تتواصل الانتقادات المرتبطة بتوسع الزراعات الموجهة للتصدير ذات الاستهلاك المرتفع للمياه، وفي مقدمتها الأفوكادو، بالنظر إلى تأثيرها المحتمل على الفرشة المائية والتوازن البيئي، وهو ما يطرح نقاشا واسعا حول استدامة هذا النمو.
وعلى مستوى الإيقاع الموسمي، ينطلق تصدير الأفوكادو المغربي عادة مع الأصناف المبكرة قبل أن يبلغ أوجه خلال فترة الشتاء، حيث يهيمن صنف “هاس” الأكثر طلبا على الأسواق الدولية. وقد تم تسجيل ذروة قوية في حجم الشحنات خلال إحدى الفترات المحورية من الموسم، بأرقام فاقت ما كان يسجل في مواسم كاملة خلال سنوات سابقة، ما يعكس توسع الطاقة الإنتاجية وتحسن القدرات اللوجستية.
أما من حيث الوجهات، فقد واصلت الأسواق الأوروبية تصدر قائمة المستوردين، مع حفاظ إسبانيا على موقع الصدارة رغم تراجع طفيف في حصتها، مقابل تحسن ملحوظ في واردات فرنسا وهولندا. كما عززت كل من المملكة المتحدة وألمانيا حضورها ضمن أهم الزبائن، ما يؤكد تنوع الطلب الأوروبي واستمرار الثقة في جودة المنتوج المغربي.
وبالتوازي مع ذلك، واصل المغرب توسيع خارطة أسواقه الخارجية، مسجلا اختراقا واضحا لأسواق جديدة. فقد شهدت الصادرات نحو كندا نموا غير مسبوق، كما عرفت الشحنات الموجهة إلى دول أوروبية أخرى زيادات مضاعفة بعد أن كانت محدودة في السابق. وإلى جانب ذلك، تم تعزيز الحضور في أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا، مع تسجيل عودة التصدير إلى بعض الدول بعد فترة توقف.
وتشير الخلاصات العامة للتقارير المتخصصة إلى أن الصادرات الموجهة للأسواق الثانوية حققت بدورها نموا قويا، بعدما توسعت لتشمل عددا أكبر من الدول وبكميات مضاعفة. ويعكس هذا المعطى قدرة الإنتاج الوطني من الأفوكادو على الاستمرار في منحاه التصاعدي، رغم الإكراهات المناخية والبيئية، مؤكدا الدينامية التي باتت تطبع هذا القطاع ودوره المتزايد في الاقتصاد الفلاحي المغربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى