عز الدين أوناحي: موهبة مغربية تلمع في سماء كرة القدم الدولية
عز الدين أوناحي: موهبة مغربية تلمع في سماء كرة القدم الدولية
يعد عز الدين أوناحي واحداً من أبرز اللاعبين المغاربة الذين سطع نجمهم في السنوات الأخيرة على الساحة الدولية. اللاعب الذي يمتلك موهبة فريدة وقدرات استثنائية جعلته يحظى بشهرة واسعة في أوساط كرة القدم العالمية، حيث أثبت نفسه كأحد أهم الأسماء في تشكيل المنتخب المغربي، بالإضافة إلى حضوره المميز في الأندية الأوروبية. في هذا المقال، سنتناول مسيرة أوناحي من بداياته حتى وصوله إلى قمة التألق.
البدايات والطموحات الكبيرة
وُلد عز الدين أوناحي في 19 أبريل 2000 في مدينة الدار البيضاء المغربية، وبدأت موهبته تظهر في سن مبكرة. بدأ مسيرته في أكاديمية محمد السادس، حيث تلقى تدريباً متخصصاً على أيدي أفضل المدربين المغاربة، وهو ما ساعده على تطوير مهاراته الفردية والجماعية. أوناحي كان يتمتع بقدرة كبيرة على التحكم في الكرة ورؤية استثنائية للملعب، مما جعله موضع اهتمام العديد من الأندية المحلية.
في تلك المرحلة، لم يكن أوناحي مجرد لاعب واعد؛ بل كان يمتلك طموحات كبيرة تجعله يتطلع إلى اللعب على المستوى الدولي. وبعد تألقه في صفوف الأكاديمية، كانت الأندية الأوروبية تتسابق لضمه، ما شكل بداية رحلته الاحترافية نحو الخارج.
الانتقال إلى أوروبا
في عام 2018، حصل عز الدين أوناحي على فرصة العمر عندما انتقل إلى نادي ستراسبورغ الفرنسي. كان هذا الانتقال خطوة كبيرة في مسيرته، حيث استطاع أن يتكيف سريعاً مع الأجواء الأوروبية ويتألق في الدوري الفرنسي. تألقه مع ستراسبورغ جعله محط أنظار العديد من الأندية الكبرى، ولكن اللاعب كان يعرف جيداً أن الطريق إلى القمة لا يزال طويلاً، فاستمر في العمل الجاد لتحسين أدائه وتطوير مستواه الفني.
كان لتواجده في أوروبا تأثير كبير على تطوره كلاعب، حيث استفاد من البيئة التنافسية والاحترافية العالية التي يتسم بها الدوري الفرنسي، ما ساعده على تحسين مهاراته البدنية والتكتيكية.
مسيرته مع المنتخب الوطني
لم يكن التألق في أوروبا هو الإنجاز الوحيد لأوناحي، فقد لعب دوراً محورياً في منتخب المغرب. تم استدعاؤه للمنتخب الأول في وقت مبكر، ومنذ ذلك الحين أصبح عنصراً أساسياً في تشكيلة أسود الأطلس. أداؤه اللافت للنظر خلال المباريات الدولية، وخاصة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، جعله يحظى بإشادة واسعة من قبل النقاد والجماهير على حد سواء.
من أكثر اللحظات التي لفتت الأنظار إليه كانت خلال كأس أمم إفريقيا 2022، حيث قدم أوناحي أداءً رائعاً ساهم في تقدم المنتخب المغربي في البطولة. اللاعب استطاع أن يجمع بين المهارات الفنية واللياقة البدنية العالية، ما جعله يلعب دوراً محورياً في خط الوسط ويساهم في صناعة العديد من الفرص الحاسمة.
تألقه في كأس العالم 2022
كان كأس العالم 2022 في قطر هو المحطة الأبرز في مسيرة عز الدين أوناحي. في هذه البطولة، تألق بشكل غير مسبوق وقدم أداءً لافتاً جعل اسمه يتردد في أروقة كرة القدم العالمية. ساهم في وصول المنتخب المغربي إلى نصف النهائي، وهي إنجاز تاريخي للمغرب وللمنتخبات العربية والإفريقية.
أوناحي كان يلعب بثقة كبيرة ورؤية ممتازة للملعب، وتمكن من التفوق على بعض أقوى المنتخبات العالمية. هذا الأداء المذهل فتح له الأبواب نحو مستقبل مشرق، حيث انهالت عليه عروض من أندية أوروبية كبرى كانت تتسابق لضمه بعد انتهاء البطولة.
انتقاله إلى أحد كبار الأندية الأوروبية
بعد نهاية كأس العالم، لم يكن مفاجئاً أن ينتقل أوناحي إلى نادٍ كبير. في بداية عام 2023، وقع اللاعب المغربي عقداً مع نادي أولمبيك مارسيليا الفرنسي. هذا الانتقال شكل نقلة نوعية في مسيرته، حيث أصبح لاعباً أساسياً في فريق يتنافس على المستوى المحلي والأوروبي.
مع مارسيليا، واصل أوناحي إظهار مهاراته الاستثنائية، وساهم بشكل كبير في نجاحات الفريق على مختلف الأصعدة. قدرته على اللعب في أكثر من مركز في خط الوسط، وتفانيه في تقديم أفضل أداء ممكن في كل مباراة، جعلت منه أحد أعمدة الفريق.
التأثير والإلهام للشباب المغربي
لم يقتصر تأثير عز الدين أوناحي على أدائه في الملاعب فقط، بل أصبح رمزاً للأمل والإلهام للشباب المغربي. رحلته من الأحياء البسيطة في الدار البيضاء إلى قمة كرة القدم الأوروبية والدولية تلهم العديد من اللاعبين الشباب الذين يحلمون بتحقيق نفس النجاح. يراه الكثيرون نموذجاً يحتذى به في العمل الجاد والتفاني من أجل تحقيق الأحلام.
عز الدين أوناحي هو قصة نجاح مغربية رائعة، تثبت أن الموهبة والعمل الجاد يمكن أن يقودا إلى القمة. من بداياته المتواضعة في الدار البيضاء، إلى التألق في أكبر الأندية الأوروبية والمشاركة في البطولات العالمية، أصبح أوناحي نموذجاً للشاب الطموح الذي لا يعرف المستحيل. مستقبله يبدو واعداً، ولا شك أن الجماهير المغربية والعالمية ستواصل متابعة هذا اللاعب الفذ في رحلته نحو مزيد من التألق والإنجازات.