سياسة

سيدي سليمان تنظم معرضا ثقافيا وفنيا بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن

سيدي سليمان تنظم معرضا ثقافيا وفنيا بمناسبة الذكرى الثانية والعشرين لميلاد ولي العهد الأمير مولاي الحسن

في إطار الاحتفاء بالذكرى الثانية والعشرين لميلاد صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، تشهد مدينة سيدي سليمان تنظيم تظاهرة ثقافية وفنية كبرى تستمر على مدى خمسة أيام. وتندرج هذه الفعالية في سياق ترسيخ ثقافة الاعتزاز بالوطن والوفاء للأسرة العلوية، حيث تتجسد مظاهر الاحتفال من خلال تنظيم النسخة الثالثة من المعرض الوطني للطوابع والمسكوكات والتنوع التراثي، وذلك في الفترة الممتدة من 10 إلى 14 ماي 2025، داخل فضاءات المركز الثقافي للمدينة.

وتستمد هذه المبادرة قوتها من التعاون المشترك بين مجموعة من الفاعلين الثقافيين والجمعويين، إذ تتولى جمعية “ريغا” لرياضة البحث والاستكشاف الترفيهي مهمة الإشراف إلى جانب الجمعية الملكية للطوابع والمسكوكات والتراث بمكناس، وجمعية مبادرات للثقافة والتنمية، وبتنسيق مع المركز الثقافي لسيدي سليمان، وبدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، إضافة إلى عدد من الشركاء المؤسساتيين الذين يتقاسمون نفس الرؤية في صون التراث الوطني وإبراز غناه وتنوعه.

ومن بين أبرز أهداف هذا المعرض الثقافي تسليط الضوء على الإرث الزاخر من الطوابع البريدية والمسكوكات القديمة، باعتبارها وثائق مادية شاهدة على مراحل متعددة من تاريخ المملكة المغربية. كما يشكل المعرض فرصة ذهبية للقاء بين الفاعلين الثقافيين والفنيين من مختلف المدن، في أجواء يطبعها الإبداع والحوار الثقافي، داخل فضاء يكرم الذاكرة الجماعية ويعكس صورا من الهوية الوطنية.

وينطلق البرنامج العام لهذه الفعالية يوم الجمعة 9 ماي بالتحضيرات اللوجستيكية لأروقة المعرض، استعدادا لاستقبال المشاركين يوم السبت، حيث تتم عملية تركيب المعروضات وتوزيع الشارات الرسمية، تليها مراسيم قص شريط الافتتاح وزيارة الضيوف للفضاءات الثقافية. كما يتضمن اليوم ذاته كلمة افتتاحية ترحب بالزوار وتشرح أبعاد المعرض الثقافية والتربوية، يعقبها لقاء تواصلي مع منظمي التظاهرة، يُخصص لتقديم قراءة مفصلة في القانون 33.22 المتعلق بحماية التراث المغربي.

وتتواصل فعاليات اليوم الأول بتنظيم مداخلة علمية للدكتور عبد الرحمن بن زيدان، يتناول فيها تقاطعات الكتابة الأكاديمية مع الكتابة المسرحية، وهي مناسبة لفتح نقاش حول أشكال التعبير الفنية وأدوارها في ترسيخ الوعي الثقافي. كما يتم خلال هذه الأمسية تقديم عدد جديد من مجلة “شفشاون” الثقافية، متبوعا بفقرة تكريمية تُمنح فيها دروع وشهادات تقديرية لشخصيات تركت بصماتها الواضحة في مجالات المسرح والفن التشكيلي والعمل الجمعوي.

أما باقي أيام التظاهرة، فتتضمن فقرات متنوعة ومفتوحة في وجه عموم الزوار، حيث يُنظم يوم الأحد 11 ماي جولة ميدانية للزوار داخل المعرض، تُختتم بأنشطة تثقيفية وتواصلية. ويخصص يوم الاثنين 12 ماي لحفل موسيقي وفقرات تنشيط فني ترحب بالجمهور من جميع الأعمار، بهدف إضفاء أجواء من البهجة وإتاحة فضاء للتلاقي بين الفن والترفيه.

ويحمل يوم الثلاثاء 13 ماي طابعا تكوينيا، من خلال تنظيم ورشة مسرحية موجهة لفائدة الشباب المهتمين بالفنون الدرامية، كما يُخصص اليوم الأخير، الأربعاء 14 ماي، لتقديم عرض مسرحي تحت عنوان “Water Resist”، إلى جانب ورشة تربوية للأطفال حول فن المسرح، تليها جلسة لقراءات ختامية تتوج بتوصيات تعبّر عن مشاعر الولاء الصادق والإخلاص للعرش العلوي المجيد، وتُرفع كرسالة محبة وتجديد للبيعة والوفاء إلى مقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

وتمثل هذه المبادرة الثقافية والفنية مثالا حيا على التفاعل الإيجابي للمجتمع المدني مع المناسبات الوطنية، كما تعكس دينامية جديدة تهدف إلى ترسيخ قيم المواطنة والاعتزاز بالهوية الوطنية، من خلال الفعل الثقافي والفني الذي يجمع بين الماضي والحاضر في فسيفساء من الإبداع والتنوع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى