مجتمع

المغاربة يرفضون دعوات الفوضى ويربكون إدارة “GenZ212”

المغاربة يرفضون دعوات الفوضى ويربكون إدارة “GenZ212”

واجهت الدعوات التي أطلقتها حركة “GenZ212” للخروج في الشارع رفضا واسعا وموقفا حازما من طرف المواطنين المغاربة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، في مشهد يعكس تمسك المجتمع المغربي بالاستقرار والوعي الجماعي، ورفضه لأي محاولات تهدف إلى زعزعة الأمن أو إثارة الفوضى تحت مسميات الاحتجاج.

في الساعات الأخيرة، عمت حالة من الارتباك والاستياء داخل خادم الحركة على تطبيق Discord، حيث عبر عدد من المشرفين والمشاركين عن انزعاجهم الشديد من حجم الردود النقدية التي اجتاحت الصفحة الرسمية للحركة على “فيسبوك”. إذ سارع المغاربة إلى التعبير عن رفضهم القاطع لأي دعوات تهدف إلى التخريب أو التشويش على النظام العام، مؤكدين أن الانسجام الاجتماعي والمصلحة الوطنية أولى من أي شعارات فضفاضة أو دعوات مشبوهة.

وأظهرت تسريبات من داخل خادم “GenZ212” أن النقاشات أخذت طابعا متوترا، حيث اقترح بعض المشرفين الاقتصار على استخدام خاصية “الستوري” بدلا من المنشورات العادية، في محاولة لتجنب سيل التعليقات الحازمة التي فضحت أهداف الدعوات المزمع تنفيذها. هذه المقترحات تعكس حجم الهلع والارتباك الذي ساد بين القائمين على الحملة بعد مواجهتهم رفضا شعبيا جماعيا لم يكن في الحسبان.

كما أظهرت المعطيات الداخلية أن معظم التفاعلات على منشورات الحركة جاءت في شكل تعليقات انتقادية قوية، تحث على تغليب روح المسؤولية والالتزام بالقوانين واحترام المؤسسات الوطنية. في المقابل، حاول بعض المشرفين التخفيف من حدة الرفض، وإظهار أن عزوف المواطنين عن المشاركة يعود لأسباب غير محددة، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل أمام وعي الجمهور ورفضه الصريح للانجرار وراء شعارات جوفاء.

جاء هذا الرفض الشعبي في وقت كانت فيه المدن المغربية تعيش على وقع احتفالات جماهيرية عارمة، بعد تأهل المنتخب الوطني لأقل من 20 سنة إلى نهائي كأس العالم في تشيلي، حيث خرجت حشود كبيرة للاحتفال بهذا الإنجاز الرياضي التاريخي. وقد عبرت هذه المشاهد عن الوحدة الوطنية والتفاف المغاربة حول رموزهم وإنجازاتهم، بعيدا عن أي دعوات للفوضى أو التوتر، مؤكدين أن اللحظات الوطنية الكبرى تعزز الانسجام والتلاحم الاجتماعي.

وكانت هذه الموجة الشعبية الواسعة بمثابة صدمة لمشرفي “GenZ212”، الذين وجدوا أنفسهم أمام رأي عام موحد يرفض الانجرار وراء أي دعوات غير مدروسة، ويؤكد أن مستقبل المغرب لا يبنى في غرف الدردشة الافتراضية أو على خوادم Discord، بل بالعمل الجاد والمسؤول داخل المؤسسات وبالتفاعل الإيجابي داخل المجتمع.

في هذا السياق، برزت حملة #هنيونا مجددا، التي أطلقها رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتنبيه إلى خطورة الخطابات التحريضية والمجهولة المصدر، والدعوة إلى حماية الفضاء الرقمي من محاولات التأثير الخارجي والاختراق. تعكس هذه الحملة وعي المغاربة بمخاطر التضليل الرقمي، وتأكيدهم أن الوطن والمصلحة الوطنية والوعي الجماعي أهم من الانفعالات المؤقتة، وأن حماية الاستقرار الاجتماعي تتطلب يقظة مستمرة وتضامنا شعبيا واضحا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى