رحلة ترفيهية تنقلب إلى فاجعة على الطريق الرابط بين الجديدة والوليدية

رحلة ترفيهية تنقلب إلى فاجعة على الطريق الرابط بين الجديدة والوليدية
في مشهد صادم يعكس خطورة بعض المقاطع الطرقية بالمغرب، تحولت رحلة ترفيهية لمجموعة من النساء قادمات من منطقة سايس إلى كارثة إنسانية، وذلك إثر انقلاب حافلتهن بشكل مفاجئ على الطريق الجهوية رقم 301، وتحديدًا على مستوى النقطة الكيلومترية المعروفة محليًا بـ”الفونصوة”، الواقعة على مقربة من مقهى “ألباتروس” جنوب مدينة الجديدة بحوالي 23 كيلومترًا. الحادث وقع يوم الأحد 20 أبريل حوالي الساعة الثانية بعد الزوال، مخلفًا مشاهد مؤثرة من الرعب والذعر في صفوف الركاب والمارة.
وبحسب المعطيات الأولية التي تم الحصول عليها من مصادر محلية، فإن السائق فقد التحكم في مقود الحافلة بشكل مفاجئ، مما أدى إلى انقلابها بطريقة مروعة وسط الطريق. هذا الحادث الخطير لم يُسفر عن إصابة السائق بأي أذى يُذكر، غير أن الراكبات اللواتي كن على متن الحافلة تعرضن لإصابات متفاوتة في الخطورة، استدعت بعضها تدخلاً طبياً عاجلاً وفورياً.
ووسط أجواء من الفوضى والقلق، نُقلت سيدة حامل كانت على متن الحافلة في حالة حرجة إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، بعد تعرضها لكسر مركب تطلب عناية طبية خاصة. كما تم تسجيل إصابة امرأة أخرى بجروح بالغة استلزمت إدخالها إلى قسم العناية المركزة، في حين تم نقل راكبة ثالثة وهي في حالة فقدان للوعي لتلقي الإسعافات الأولية، بينما أُصيب ثلاثة أطفال بجروح طفيفة، استوجبت تدخلاً سريعًا من الطواقم الطبية المتواجدة بعين المكان.
وتفاعلًا مع الحادثة التي خلفت حالة استنفار كبيرة في صفوف السلطات المحلية والصحية، تم تجنيد سبع سيارات إسعاف، جاءت من جماعات ترابية مختلفة، بالإضافة إلى وحدات الوقاية المدنية التي حضرت بقوة إلى موقع الحادث. وقد عملت هذه الفرق على تقديم المساعدة للمصابات، حيث أشرف طاقم طبي مكون من طبيبي مستعجلات وخمسة أطباء متخصصين على التكفل بالمصابين وتوزيعهم على المستشفيات القريبة بحسب خطورة الحالات.
وفي موازاة هذه الجهود الإنسانية، باشرت عناصر الدرك الملكي تحقيقًا دقيقًا للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات المحتملة، سواء من جهة السائق أو فيما يتعلق بالبنية التحتية للطريق. ويُنتظر أن تساهم هذه التحريات في كشف النقاط التي قد تكون وراء تكرار مثل هذه الحوادث في هذا المقطع الطرقي بالذات.
ويُعيد هذا الحادث الأليم فتح النقاش من جديد حول الحالة المتدهورة للبنية التحتية للطريق الجهوية 301، خصوصًا المقطع الممتد بين الوليدية والجرف الأصفر، والذي يُعد من بين أكثر النقاط الطرقية خطورة وفقًا لتقارير محلية. هذا المقطع ظل يشكل هاجسًا حقيقيًا لسائقي الحافلات والسيارات الخاصة على حد سواء، لما يعرفه من ضيق في المسالك وانعدام الحواجز الوقائية، إضافة إلى تردي جودة الأسفلت في بعض المنعطفات.
ورغم أن بعض المقاطع من نفس الطريق، خصوصًا تلك الرابطة بين آسفي والوليدية، قد خضعت لأشغال صيانة وتوسعة في ظرف زمني لم يتجاوز ثمانية أشهر، فإن المقطع الرابط بين الوليدية والجرف الأصفر لم يشهد أي تقدم منذ ثلاث سنوات، وهو ما يثير حفيظة سكان المنطقة والمسافرين المتوجهين إلى الجنوب. ويطالب المواطنون اليوم بتعجيل تنفيذ هذا المشروع الطرقي الحيوي، لما له من أهمية قصوى في حماية الأرواح وضمان سلامة السير والتنقل بين المدن الساحلية.
هذه الحادثة المؤلمة تسلط الضوء مرة أخرى على أهمية الاستثمار في صيانة وتوسعة الطرق الجهوية والوطنية، وتُبرز الحاجة إلى التعامل مع البنية التحتية باعتبارها مسألة أمن إنساني، لا مجرد مشاريع ثانوية. فسلامة الطريق لا تقل أهمية عن أي مرفق عمومي آخر، ما يدعو السلطات المعنية إلى التحرك العاجل لتفادي المزيد من المآسي على طرقات المملكة.