مجتمع

وفاة رجل أربعيني بوزان بعد لدغة أفعى تكشف معاناة القرى مع غياب الإسعافات

وفاة رجل أربعيني بوزان بعد لدغة أفعى تكشف معاناة القرى مع غياب الإسعافات

في مشهد مؤلم هز سكان دوار “الدشار الكبير” التابع لقلعة بوقرة بجماعة زومي الواقعة ضمن النفوذ الترابي لإقليم وزان، لفظ رجل أربعيني أنفاسه الأخيرة بعدما تعرض للدغة أفعى سامة أثناء تواجده بمحيط سكنه القروي. الحادث وقع في ظروف طبيعية لكن مآلاته كانت مأساوية بسبب التأخر في إسعاف الضحية وغياب شروط السلامة العلاجية بالمنطقة.

ورغم محاولات أفراد أسرته نقله بسرعة إلى أقرب نقطة طبية، إلا أن جسده لم يصمد طويلاً أمام مفعول السم، حيث فارق الحياة على الطريق المؤدية إلى المركز الصحي، دون أن يتمكن الطاقم الطبي من التدخل لإنقاذه أو إبطاء تدهور حالته. لم تمر سوى دقائق معدودة حتى كان الرجل قد خضع لمصير قاس لم يكن ليقع لولا النقص في التجهيزات الصحية.

المصادر التي تابعت تفاصيل الواقعة أجمعت على أن غياب الأمصال الخاصة بمعالجة لسعات الأفاعي والعقارب، بالإضافة إلى عدم توفر خدمة الاستشفاء الليلي بالمراكز الصحية القروية، كانا من الأسباب المباشرة التي عجلت بوفاة الضحية. هذا القصور الطبي يجعل سكان العالم القروي عرضة لمخاطر يصعب تفاديها في ظل ظروف الإهمال والتهميش المستمر.

تعيد هذه الحادثة طرح الإشكالية المتجددة المرتبطة بضعف البنية الصحية في القرى والمناطق النائية، حيث تظل الحاجة ماسة إلى تدخلات عاجلة لتجهيز المراكز الطبية وتوفير الطواقم المتخصصة والدواء الكافي، لا سيما مع تزايد الحوادث المماثلة التي ترتبط غالباً بتقلبات المناخ وارتفاع درجات الحرارة.

وقد انتقلت إلى مكان الحادثة عناصر من الدرك الملكي مرفوقة بأفراد السلطة المحلية، حيث تم توثيق الوقائع وفتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة بمدينة وزان، وذلك بغرض جمع كل المعطيات المتعلقة بالحادث والوقوف على طبيعة الأفعى وظروف تدخل الجهات المعنية.

ويُرجّح أن تكون هذه الحادثة واحدة من سلسلة حوادث مماثلة قد تتكرر، خاصة أن الأفاعي والعقارب بدأت تظهر مبكراً هذا العام بسبب الحرارة المرتفعة، ما يزيد من احتمالية التعرض لمثل هذه الأخطار في عدد من المناطق القروية التي تفتقر إلى شروط الحماية الطبية الأساسية.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى