طنجة تطبق إجراءات مشددة لمنع طقوس عيد الأضحى في الأسواق التقليدية

طنجة تطبق إجراءات مشددة لمنع طقوس عيد الأضحى في الأسواق التقليدية
بدأت السلطات المحلية في مدينة طنجة، منذ مساء الأربعاء الثامن والعشرين من مايو 2025، تنفيذ إجراءات ميدانية حازمة، تهدف إلى ترجمة التوجيهات الرسمية الداعية إلى تعليق ذبح الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى لهذا العام. وقد جاء هذا التحرك تفاعلاً مباشراً مع التعليمات الملكية السامية التي شددت على ضرورة تفادي مظاهر الذبح المرتبطة بالعيد.
في هذا السياق، شنت المصالح المختصة حملة ميدانية استهدفت شارع “الحدادين”، الذي يُعد من أبرز النقاط التجارية في سوق برا، والمعروف منذ سنوات باحتضانه لمحلات شي رؤوس الأغنام والأبقار. وقد باشرت فرق السلطات عمليات الإغلاق الفوري لعدد من المحلات، بالتزامن مع حجز معدات الشواء، وتوجيه تنبيهات رسمية لأصحاب المحلات الذين ظلوا يزاولون هذا النشاط بشكل مستمر لعقود.
ولم يكن اختيار زنقة “الحدادين” محض صدفة، إذ تُعتبر المنطقة وجهة رئيسية لعدد من المستهلكين وأرباب المطاعم التقليدية، لما توفره من رؤوس مشوية تُباع بالجملة أو بالتقسيط. هذا الواقع جعلها تحت المجهر في ظل الجهود الرامية إلى الحد من كل ما يرتبط بطقوس الذبح والشواء في أجواء العيد.
وتندرج هذه الخطوة ضمن سلسلة من الإجراءات التنظيمية التي تم تنزيلها على صعيد جهة طنجة تطوان الحسيمة، بموجب توجيهات صادرة من والي الجهة. وقد جرى إخطار مختلف الإدارات الترابية من باشوات وقياد، من أجل منع مظاهر التحضير للعيد، بما يشمل التضييق على أسواق بيع الأغنام والأبقار، سواء النظامية أو العشوائية.
كما تم فرض حظر صارم على تداول الأدوات المستعملة في عمليات الذبح، من تبن وفحم وسكاكين، إضافة إلى تشديد الرقابة على محلات الجزارة التي غالبًا ما تستغل هذه المناسبة لفتح أبوابها بشكل مؤقت لتقديم خدمات الذبح. وتسعى هذه الإجراءات إلى الحد من الظواهر المرتبطة بتقاليد العيد التي قد تساهم في خلق تجمعات أو سلوكيات غير منضبطة.
ويُنظر إلى هذه التدابير كخطوة استباقية تسعى إلى فرض النظام والانضباط داخل المدينة خلال فترة العيد، في ظل توجه وطني عام يروم التخفيف من الأعباء الاجتماعية والصحية المرتبطة بموسم الأضحى، وذلك من خلال مقاربة قائمة على المنع والصرامة في تنفيذ التعليمات التنظيمية.